منتديات عمالقة السات

منتديات عمالقة السات (https://www.amalqtsat.com/vb/index.php)
-   المنتديات الإسلامية (https://www.amalqtsat.com/vb/forumdisplay.php?f=422)
-   -   التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا (https://www.amalqtsat.com/vb/showthread.php?t=3454)

ابوجنه 2021/06/17 10:43 AM

التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
https://hiragate.com/wp-content/uplo...-8-750x400.jpg



هناك تصوران أيضاً في هذا القسم الصغير المسمى بالحياة الدنيا: تصور يعتبر الحياة هي هذه الحياة المادية ويعتبر الأحياء هم هؤلاء الذين يمتلكون خواص الحركة والنمو.. إلى غير ذلك من المظاهر المادية للحياة. هذا تصور ولا يُنْفى؛ ولكن إلى جانبه يأتي تصور ثان للحياة على نفس القاعدة المعروفة: “الحج عرفة” بمعنى أن الحياة الحقيقية هي هذه التي سنتكلم عنها لا تلك التي تعبِّر عنها المظاهر المادية.
فما هي هذه الحياة؟ وما هذا التصور لها؟ ذلك ما يشير إليه قوله تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾(الأنعام:122). ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ﴾؟! مَنْ هؤلاء؟ هؤلاء أمثال أبي بكر وعمر وعثمان والمؤمنين جميعا قبلهم وبعدهم حين ينتقلون من حال الكفر إلى حال الإيمان، ينتقلون من الموت إلى الحياة ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ﴾(الأنعام:122)، أي في ظلمات الموت الدنيوي. بينما المؤمنون يتولاهم الله تعالى فيحييهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور: ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾(البقرة:257)، ﴿وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾، هل يستويان؟ أبداً ﴿وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ﴾(فاطر:22).المعنى الأول بسيط، والمعنى الثاني عميق، والنِّذارة عموما لا تنفع إلا في الأحياء بالمعنى الثاني ﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا﴾(يس:70). أما الذي ليس بحيٍّ ولو وصلَتْه النّذارة كأبي جهل وأبي لهب، فإنه لا يستفيد، لن تنفع فيه النّذارة إلا من جهة إقامة الحجة عليه ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾(الإسراء:15).
وهذا التفريق بين الحي حقيقة والحي حكما هو الذي جعل القاعدة الكبيرة تطرد في التطبيقات الواضحة في دعوة الله عز وجل للحياة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾(الأنفال:24). فالمستجيبون هم الأحياء والرسول يدعوهم إلى ما يحييهم. فإذن هناك الحياة العادية الحسِّية، والإنسانُ بها في المنطق القرآني الإيماني لا يعتبر حيّاً، وإنما هو مؤهّل لأن يكون حَيّاً. ذاك تمهيد ومقدمة صحيحة تؤهل صاحبها لأن يتلقى ما يحييه، إذ الميت ولو دعوناه فلن يستجيب ولن يسمع.
فللإنسان إذن في هذه الدنيا حياتان، حياةٌ عادية مادية خبيثة في تصنيف القرآن، وحياة روحية طيّبة في تصنيف القرآن أيضاً ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾(النحل: 97). حياة طيبة، وعكسُها الحياة الخبيثة التي يكون أصحابها كما قال الله عز وجل فيهم: ﴿أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾(الأعراف:179). والسبب أن الأنعام لها غرائز تهديها بناء على الأصل الكبير ﴿أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾(طه:50)، هَدى جميع الكائنات هدايةَ عقول، وهداية غرائز، وهداية تسخير وغير ذلك من الهدايات، إذ كل مخلوق ميسَّر لما خلق له، كما قال صلى الله عليه وسلم: “اعملوا فكلٌّ ميسَّر لما خلِق له” (رواه البخاري). هذه قاعدة في الكائن الإنساني بالنسبة للاختيار في مسألة العمل، أما بالنسبة لباقي الكائنات فالتسخير فيها جِبِلِيٌّ، يعني في أصل الخلقة. فكل الكائنات مهدية بهذا المعنى، سائرةٌ إلى ما خُلقت له. ولكن بالنسبة للإنسان ابتُلي بالتكليف، والهدى حينما جاءه، جاءه وقد وضِع فيه استعدادٌ ليميز بين الخير والشر والصالح والطالح. فإن استجاب واهتدى فقد رشد فعلا وقد اتجه إلى العمل الصالح والحياة الطيبة، وإن لم يستجب صار أحط من الأنعام. لماذا؟ لأن الأنعام مهديَّةٌ بالغريزة، وهو لم يهتد إلى هدًى، فصار عاصياً جاحداً للنعمة أصلاً، وصار كافراً بالمرَّة، بحسب الدرجة التي استقرت عليها وجهتُه باختياره، ﴿وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ﴾(الحجرات:7). إذن هناك الولادة الأولى والولادة الثانية، وما به تتم الولادة الثانية هو الذِّكر. وذلك ما أوضحه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: “مَثَل الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكرُ ربَّه مثل الحيِّ والميِّت” (رواه البخاري).
والذكر هو كلّ الدين، ولا وظيفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم غيرُ هذا ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ﴾(الغاشية:21). والذي أنزِل عليه هو ذكرٌ ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾(التكوير:27).

خليفة سات 2021/06/17 11:27 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
سلمت يداك اخى الغالى

ابوجنه 2021/06/17 11:43 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
شكرا لمرورك الطيب

حماده مرزوق 2021/06/18 11:31 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بارك الله فيك

السيد ابوايسل 2021/06/18 01:14 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
https://mrkzgulfup.com/uploads/162401468669161.gif

محمودابوالنجاه 2021/06/19 05:31 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
جزاك الله كل الخير والنعم

مدحت ابويوسف 2021/06/20 02:35 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بارك الله فيك

ابوجنه 2021/06/20 08:37 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
شكرا لمروركم الطيب

ناصرالأقصى 2021/06/20 08:47 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
تسـلم يـداك أخي الحبيب

ahmedqmax 2021/06/22 11:28 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بــــــــــ الله فـــيـــــك ـــــــــارك

abzeyadali 2021/06/22 09:47 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بارك الله فيك

وحيد مطراوي 2021/06/24 03:30 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بارك الله لك ويجعله في ميزان حسناتك

ايمن مغازى 2021/06/24 04:00 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
تسلم إيدك ياغالى بارك الله فيك

ابو اسماء للصيانه 2021/06/24 04:08 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
جزاك الله خيرا

عبدالله المنشاوي 2021/06/24 04:28 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
جزاك الله خير وبارك الله فيك

Nasser kenawy 2021/06/24 10:28 PM

بارك الله فيك

م.محمدالشحات 2021/06/24 11:57 PM

بارك الله فيك

سامح فتحى 2021/06/25 02:03 AM

ربنا يباركلك ويجزيك خيراً اخى الكريم

الوليد للكمبيوتر 2021/06/28 02:02 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بارك الله فيك

محمد الامير سعده 2021/06/28 02:19 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بارك الله فيكم ولكم

ايهاب سات 2021/06/28 03:00 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بـــــــــــــــــــــــا رك الله فـــــــــــــــــيــــــ ــــــــــ ــــــــك

سامح فتحى 2021/06/29 12:37 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بارك الله فيك

محمد الشرقاوي 2021/06/29 11:29 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
ربنا يجعله في ميزان حسناتكم

mbalah 2021/06/30 06:09 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
الجميع واحترام متبادل mohnds1

محمد شاهر بدر 2021/06/30 10:25 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
جزاك الله خيرا

حسن الريس 2021/07/02 01:31 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
الحمد لله الحمد لله الحمد لله الحمد لله الحمد لله

ASFOUR SAT 2021/07/03 12:18 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
أحسنت
جزاك الله خيرا

النجم سات 2021/07/03 03:10 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بارك الله فيك

sayed1985 2021/07/04 09:49 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
تسلم يا غالي

sayed1985 2021/07/04 09:49 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
تسلم يا غالي
99

عماد شعبان 2021/07/04 09:05 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
ممتاز جدا الله ينور ياهندسة

احمد اسماعيل 2021/07/05 01:50 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
شكرا لك جعله الله في ميزان حسناتك

احمد اسماعيل 2021/07/06 01:37 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بارك الله فيك

حسام خيرالله 2021/07/06 09:09 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
الله يبارك فيك يا هندسة

شعبان جمعة 2021/07/06 11:28 PM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
بارك الله فيك ياغالى

وسام قمح 2021/07/07 01:01 AM

رد: التصور الإيماني لحقيقة الحياة الدنيا
 
ربنا يحفظك دايما

عمرو عيد صالح 2021/07/09 02:18 PM

جزاك الله كل الخير والنعم

ibrahimghamry 2021/07/15 08:07 PM

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لا اله الا الله وحده لا شريك له
له الملك و له الحمد يحيي و يميت وهو على كل شئ قدير.

سيد محمد عبد ال 2021/07/16 10:57 PM

جزاك الله خير

essamherza 2021/07/17 11:12 PM

https://www.feminin.ma/wp-content/up...f?v=1617859946


الساعة الآن 09:52 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
منتديات عمالقه السات