عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2021/09/13, 11:13 AM
الصورة الرمزية م تامرالقناوى ابواحمد
م تامرالقناوى ابواحمد م تامرالقناوى ابواحمد غير متواجد حالياً
كبار الشخصيات
رابطة مشجعى نادى الاهلـــــى
الاهلـــــى    
تاريخ التسجيل: 2021 May
المشاركات : 5,743
افتراضي دروس النبي في الهجرة تعلم الصفح الجميل والإيثار على النفس والإخلاص في العمل والتخطيط الجيد وإدارة الأزمات

دروس النبي في الهجرة تعلم الصفح الجميل والإيثار على النفس والإخلاص في العمل والتخطيط الجيد وإدارة الأزمات


إن العفو والصفح، من أهم المحاور التي نتذكرها من هجرة النبي، "صلى الله عليه وسلم"، خاصة محور العفو والصفح الجميل، عنوان أصيل للسلام، ويقضي على البغضاء والكراهية بين الناس، ونحن بحاجة إلى تعميق معنى الأخوة، بيننا مشاركة في الإيمان، وبيننا ركعات ودعوات ودمعات قد بكيناها للواحد الأحد، هذه المشتركات ينبغي أن تقرب بين قلوبنا، ينبغي أن ننزع الغل والبغضاء الذي في صدورنا على بعضنا، ينبغي أن نبحث عن هذه العلاقة المفقودة.

ويقول المولى عز وجل: (وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)، ولذا يجب أن نبحث في كيفية تمتينها؟ إنك لا تجد مسلمًا اليوم إلا ومعه خلاف مع مسلم آخر، ومادامت هناك خصومات، ومادامت هناك بغضاء فأنت معدوم الإيمان بالله عز وجل.

كان يقول "والله لو أنفقت أموالي بكاملها في سبيل الله، وقمت الليل لا أنام، وصمت النهار لا أفطر، ثم لقيت الله وأنا لا أحب مسلما في الله، لخشيت أن يكبني الله على وجهي في النار"، ولذا قال المولى عز وجل: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، فالموت دار وكل الناس داخله، والدار جنات عدن إن عملت بما يرضي الإله، وإن خالفت فالنار، هما محلان، ما للمرء غيرهما، فاختر لنفسك أي الدار تختار.

الإخلاص في العمل

أن الإخلاص في العمل هو أساس النجاح، فبعد هجرة النبي وأصحابه من مكة إلى يثرب لم يتبق في مكة إلا عدد قليل من المسلمين لم يهاجروا لمرضهم وكبر سنهم، وكان من بين هؤلاء الصحابة الذين حبسهم المرض وكبر السن الصحابي الجليل: ''ضمرة بن جندب'' الذي لم يستطع أن يتحمل مشقة السفر وحرارة الصحراء فظل في مكة مرغمًا، ولكنه (رضي الله عنه) لم يتحمل البقاء بين ظهراني المشركين فقرر أن يتحامل على نفسه ويتجاهل مرضه وسنه، وبالفعل خرج ضمرة بن جندب وتوجه إلى يثرب، وأثناء سيره في الطريق اشتد عليه المرض، فأدرك أنه الموت، وأنه لن يستطيع الوصول للنبي وأصحابه فوقف -رحمه الله- وضرب كفا على كف وقال وهو يضرب الكف الأولى: اللهم هذه بيعتي لك، ثم قال وهو يضرب الثانية: وهذه بيعتي لنبيك ثم سقط ميتا .. فنزل جبريل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وسلم) يخبره بما حدث لضمرة ثم نزل قول الله تعالى:
(وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) فجمع النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه وأخبرهم بشأن ضمرة وقال حديثه الشهير: (إنما الأعمال بالنيات )، فحاز ضمرة شرفا لم يحزه غيره بأن نزل فيه قرآن وسنة.

العمل مع الله لا يشترط فيه أن تصل للهدف، ولكن يكفيك أن تموت وأنت تعمل وتسير في الطريق إليه مادامت نيتك لله عز وجل.

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب في المسجد، وكان يدرس في المسجد، ودلالة على أن الإنسان خلق من أجل العمران، وكان المسجد مقرا لاستقبال الوفود، وعلم المسجد بركة، ونور، وعلم المسجد أقوم.

يقول البعض منا اليوم: إن المسجد اليوم للغسل، وللوضوء، وللحيض وللنفاس، مال المسجد والاقتصاد؟ مال المسجد والتعليم؟ دعوا هذه الأمور، فالمسجد لا علاقة له بهذه الأمور.، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يخطب في المسجد، وكان أخطب خطباء الدنيا على الإطلاق وأفصح فصحاء العالم، وحل مشاكل الدنيا كلها من خلال المسجد. حل مشكلة التخطيط في السياسة الاقتصادية، كما هو واضح من خلال الخطة الخمس عشرية من قصة يوسف الصديق عليه السلام، وكيف كانت هذه الخطة سببا في إنقاذ مصر وما حولها من الأقطار من مجاعة مهلكة، كما استخدم النبي، صلى الله عليه وسلم لأسلوب الإحصاء. علم الإحصاء الذي يدرس اليوم في كليات التجارة المخترع له: محمد صلى الله عليه وسلم، وليس الغرب، فمنذ عهد مبكر من حياة المسلمين في المدينة والرسول يستخدم هذا العلم.
   

التوقيع
https://www.amalqtsat.com/vb/image.php?u=99&type=sigpic&dateline=1656688347

0003.gif?fit=516%2C82&ssl=1

مشاهدة جميع مواضيع م تامرالقناوى ابواحمد

رد مع اقتباس