[محمد رزق]

🍇بلغوا عني ولو آية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآيات 69، 70 من سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
{ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهدآء والصالحين وحسن أولئك رفيقا(٦٩)ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما(٧٠)}
⭐قصة ثوبان
حدث أن ثوبان مولى رسول الله صل الله عليه وسلم (خادمه)،أتاه يوماً، وقد تغير وجهه، ونحل جسمه، فسأله الرسول صل الله عليه وسلم عن حاله، فقال :ما بي من وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك، واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة، فخفت ألا أراك هناك، لأني عرفت أنك تُرفع إلى مقام النبيين، وإن دخلت الجنة كنت في منزل دون منزلك، فذاك حين لاأراك أبداً، فنزل قوله تعالى :"ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين..."
التفسير :ومن يطع الله والرسول فيما أمرا به ونهيا عنه، فأولئك يكونون في الجنة مع أكرم الخلائق، وأعظمهم قدراً، من النبيين الذين بلغوا غاية الكمال في العبادة لله، والصديقيين وهم أفاضل أصحاب الأنبياء، الذين اشتدوا في الفناء في حبهم لله وحبهم لأنبيائه وإخلاصهم لهم، والتصديق بهم،والشهداء الذين أدت بهم طاعتهم، وجدهم في الجهاد، إلى بذل حياتهم وأنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الله، والصالحين الذين صرفوا أعمارهم وأموالهم في مرضاة الله، وأحسن بهؤلاء أن يكونوا رفقاء للإنسان في الجنة، يستمع برؤيتهم وزيارتهم، وإن كانوا في درجة أعلى من درجته، ذلك الفضل من الله، يتفضل به عليهم، وكفى بالله عليماً بمن أطاعه، وبذل جهده في مرضاته، فيجازيه يوم القيامة الجزاء الأوفى.