عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2021/06/08, 02:06 AM
الصورة الرمزية محمد رزق
محمد رزق محمد رزق غير متواجد حالياً
الدعم الفني شركة LEVEL
رابطة مشجعى نادى الاهلـــــى
الاهلـــــى    
تاريخ التسجيل: 2021 May
المشاركات : 526
الدولة : جمهورية مصر العربيه
ما هو نور الله سبحانه وتعالى الذي يملأ السماوات والأرض؟

ما هو نور الله سبحانه وتعالى الذي يملأ السماوات والأرض؟
🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥🚥

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)

(صدق الله العظيم)

في هذه الآية تتجلى لنا عظمة الخالق حينما يسوق لنا مثلا لأشياء حسية حولنا نستشعر منها معنى نور الله ..

ماهو نور الله ؟

باتفاق المفسرين أن الله هو الذي ينير السموات والأرض.. لكن ماهذا النور الذي يصدر عن الذات العليا وتستظل به السموات والأرض؟ هذا النور قد يكون نورًا حسيًا: نور الشمس ، ونور كل كوكب له وهجه، وله أشعته كالشمس التى قد نرتبط نحن بها، لكن هناك أنوارًا أخرى تنسب إلى الله سبحانه وتعالى، فالباطل ظلمة والحق نور، والجهل ظلمة و العلم نور ، والله يمنح الناس الشعاع الذى يسيرون عليه حسيًا، ويمنحهم كذلك الهدى الذي يقيهم ظلمة الضلال، الحق الذي يقيهم ظلمة الباطل، العلم الذي يقيهم ظلمة الجهل.

وهنا نرى وجهتي نظر للعلماء في تفسير الآية هل نوره في قلب المؤمن أم فى الملكوت كله؟! حيث اجتمعوا على أن الآية تحتمل المعنيين.

1 - مثل نوره فى الملكوت كله: يريد الله أن يقول كل ذرة فى الأرض وفى السماء و الملكوت قاصية ودانية مشحونة بأدلة تدل على عظمة الله وسمعه وبصره وعلمه وقيومته، كل شيء في الكون يدل على الله.

2 - الرأي الثاني وهو مثل نوره فى قلب المؤمن : لأن المؤمن إذا عرف الله انشرح صدره واتسع، ونظر إلى الكون من خلال إيمان وثيق ويقين عميق.

كلمات ومعاني عظيمة

(ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ)..
كما نقول ولله المثل الأعلى: فلان نوَّر البيت، فالآية لا تُعرِّف الله لنا، إنما تُعرِّفنا أثره فينا، فهو الذي ينير السموات والأرض، وهما أوسع شيء نتصوره، بحيث يكون كل شيء فيهما واضحًا غيرَ خفيّ..

ثم يضرب لنا الله مثلًا توضيحيًا لنوره، فيقول: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ..}

أي: مثَلُ تنويره للسموات وللأرض كَمِشْكَاةٍ، وهي الطاقة التي كانوا يجعلونها قديمًا في الجدار، وهي فجوة غير نافذة يضعون فيها المصباح أو المِسْرجة، فتحجز هذه الفجوة الضوء وتجمعه في ناحية فيصير قويًا، ولا يصنع ظِلًا أمام مسار الضوء..

والمصباح: إناء صغير يُوضع فيه زيت أو جاز فيما بعد، وفي وسطه فتيل يمتصّ من الزيت فيظل مشتعلًا، فإنْ ظلَّ الفتيل في الهواء تلاعبَ به وبدَّد ضوءه وسبَّب دخانًا؛ لأنه يأخذ من الهواء أكثر من حاجة الاحتراق؛ لذلك جعلوا على الفتيل حاجزًا من الزجاج ليمنع عنه الهواء، فيأتي الضوء منه صافيًا لا دخانَ فيه.

ثم تطور المصباح إلى لمبة وصعد نوره وزادت كفاءته، ومن ذلك
قوله تعالى:
{ٱلْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ..}
لكنها ليست زجاجة عادية، إنما زجاجة
{ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ..}
يعني: كوكب من الدُّرِّ، والدُّر ينير بنفسه.
.
وهو يوقد من شجرة غير عادية، وكذلك زَيْتها ليس زيتًا عاديًا، إنما زيت زيتونة مباركة.
{ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ} يعني: شجرة زيتونة شرقية غربية على حَدٍّ سواء، لكن كيف ذلك؟

قالوا: لأن الشجرة الزيتونة حينما تكون في الشرق يكون الغرب مظلمًا، وحينما تكون في الغرب يكون الشرق مظلمًا، إذن: يطرأ عليها نور وظلمة، إنما هذه لا هي شرقية ولا هي غربية، إنما شرقية غربية لا يحجز شيء عنها الضوء.

وهذا يؤثر في زيتها، فتراه من صفائه ولمعانه {يُضِيۤءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ}، وتعطي الشجرة الضوء القوي الذي يناسب بنوتها للشمس، فإن كانت الشمس هي التي تنير الدنيا، فالشجرة الزيتونة هي ابنتها، ومنها تستمد نورها، بحيث لا يغيب عنها ضوء الشمس إذن: مَثْلُ تنوير الله للسموات وللأرض، مثل هذه الصورة مكتملة، كما وصفنا، وانظر إلى مشكاة فيها مصباح بهذه المواصفات، أيكون بها موضع مظلم؟

فالسموات والأرض على سعتهما كمثل هذه المشكاة، والمثل هنا ليس ل نور الله ، إنما لتنويره للسموات وللأرض، أما نوره تعالى فشيء آخر فوق أنْ يُوصَف، وما المثَل هنا إلا لتقريب المسألة إلى الأذهان.

ثم يقول سبحانه: { نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ} فلم يتركنا الحق ـ سبحانه وتعالى ـ في النور الحسيِّ فقط، إنما أرسل إلينا نورًا آخر على يد الرسل، هو نور المنهج الذي ينظم لنا حركة الحياة، كأنه تعالى يقول لنا: بعثت إليكم نورًا على نور، نور حِسيِّ، ونور قيمي معنوي، وإذا شهدتم أنتم بأن نوري الحسيّ ينير لكم السموات والأرض، وإذا ظهر تلاشت أمامه كل أنواركم، فاعلموا أن نور منهجي كذلك يطغَى على كل مناهجكم، وليس لكم أن تأخذوا بمناهج البشر في وجود منهج الله.

ويؤكد: {يَهْدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ}

أي: لنوره المعنوي نور المنهج ونور التكاليف، والكفار لم يهتدوا إلى هذا النور، وإنِ اهتدوا إلى النور الحسيِّ في الشمس والقمر وانتفعوا به، وأطفأوا له مصابيحهم، لكن لم يكُنْ لهم حظ في النور المعنوي، حيث أغلقوا دونه عيونهم وقلوبهم وأسماعهم فلم ينتفعوا به.

ثم يقول تعالى: {وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ} للعبرة والعِظة{وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ}

..سبحانه..‏ كل شيء في الكون يدل عليه.. الخالق العظيم.. فلا نحتاج إلا إلى النظر والتفكير، ولكن ماذا يفيد النظر إذا كان الإنسان مطموسًا لا ينظر ولا يفكر كما يقول ابن عطاء الله السكندري:

(الحق ليس بمحجوب، وإنما المحجوب أنت عن النظر إليه)


الصور المصغرة للصور المرفقة
FB_IMG_1623110335216.jpg‏  

   

التوقيع
الإستغفار⁩ إزالة هم وتفريج غم وتكفير ذنب واطمئنان قلب وجلب للرزق
أستغفر⁩ ⁧الله⁩ الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه

0003.gif?fit=516%2C82&ssl=1

مشاهدة جميع مواضيع محمد رزق

رد مع اقتباس