عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2021/12/19, 06:06 PM
الصورة الرمزية م فتحى العداوى
م فتحى العداوى م فتحى العداوى غير متواجد حالياً
كبار الشخصيات و صديق عمالقة السات
رابطة مشجعى نادى الأهلي
الأهلي    
تاريخ التسجيل: 2021 May
المشاركات : 279
الدولة : مصر ام الدنيا_طنطا _بسيون _
افتراضي جدتي سيدة نساء المؤمنين

بسم الله الرحمن الرحيم
عن عائشة رضي اللَّه عنها قالتْ: كُنَّ أَزْواجُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عنْدهُ، فَأْقْبلتْ فَاطِمةُ رضي اللَّه عنها تَمْشِي. مَا تَخْطيءُ مِشْيتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم شَيْئاً، فَلَمَّا رآها رَحَّبَ بها وقال: « مرْحباً بابنَتي » ثُمَّ أَجْلَسهَا عنْ يمِيِنِهِ أَوْ عنْ شِمالِهِ. ثُمَّ سارَّها فَبَكتْ بُكَاءً شديداً.

فلَمَّا رَأى جَزَعَها سَارَّها الثَّانِيةَ فَضَحِكَت، فقلت لهَا: خصَّك رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مِن بيْنِ نِسائِهِ بالسَّرارِ، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِين؟

فَلَمَّا قَام رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم سأَلْتُهَا: ما قال لكِ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم؟

قالت: ما كُنْتُ لأفْشِي عَلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم سِرَّهُ.

فَلَمَّا تُوُفِّيَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قلتُ: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ، لَمَا حدَّثْتنِي ما قال لكِ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم؟

فقالتْ: أَمَّا الآنَ فَنعم، أَما حِين سَارَّني في المَرَّةِ الأولى فَأخْبرني (أَنَّ جِبْرِيل كَان يُعارِضُهُ القُرْآن في كُلِّ سَنَةٍ مرَّة أَوْ مَرَّتَيْن، وأَنَّهُ عَارَضهُ الآنَ مَرَّتَيْنِ، وإني لا أُرَى الأجَل إلاَّ قدِ اقْتَرَب، فاتَّقِي اللَّه واصْبِرِي، فَإنَّهُ نِعْم السَّلَف أَنَا لكِ)

فَبَكَيْتُ بُكَائيَ الذي رأيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزعِي سَارَّني الثَانيةَ، فقال: (يَا فَاطمةُ أَما تَرْضِينَ أَنْ تَكُوني سيِّدَةَ نِسَاء المُؤْمِنِينَ، أوْ سَيِّدةَ نِساءِ هذهِ الأمَّةِ؟) فَضَحِكتُ ضَحِكي الذي رأَيْتِ، [قال النووي في رياض الصالحين: متفقٌ عليه. وهذا لفظ مسلم.]

في هذا الحديث من فضائل جدتي "فاطمة" سيدة كل نساء هذه الأمة:

أولا: شبهها بأبيها صلى الله عليه وسلم كما وصفتها عائشة: (تَمْشِي. مَا تَخْطيءُ مِشْيتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رسول اللَّه...)

وقد ساق ابن حجر في الفتح عن عائشة رضي الله عنها، مزيدا من شبهها بابيها، قال: " أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا ببنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها، ولأبي داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم من طريق عائشة بنت طلحة عن عاشه، قالت:

"ما رأيت أحدا أشبه سمتا وهديا ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم، بقيامها وقعودها من فاطمة، وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها وقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها فعلت ذلك"

ثانيا: ذلك الترحيب الأبوي الصادر من سيد الخلق كلهم: (مرْحباً بابنَتي..)

ثالثا: إكرامه صلى الله عليه وسلم لها، وتخصيصها بالجلوس بجانبه، مع حضور زوجاته.

رابعا: مناجاته لها بحضور زوجاته، وتخصيصها بإخبارها بدنو أجله الذي لم يظهره لأحد غيرها: (وإني لا أُرَى الأجَل إلاَّ قدِ اقْتَرَب) ولم يعرفه الصحابة إلا من استنباط ابن عباس له من سورة "النصر" عندما سأله عمر أمام كبار الصحابة رضي الله عنهم.

خامسا: وصيته لها بالصبر والاقتداء به فيه، عندما ترزأ بوفاته صلى الله عليه وسلم، حتى تنال مزيدا من الفضل والثواب عند ربها: (فاتَّقِي اللَّه واصْبِرِي، فَإنَّهُ نِعْم السَّلَف أَنَا لكِ)

سادسا: تسليته لها وتبشيرها عند بكائها بعلو منزلتها وارتفاعها فوق كل نساء هذه الأمة: (أَما تَرْضِينَ أَنْ تَكُونيسيِّدَةَ نِسَاء المُؤْمِنِينَ ..) وسرعة ضحكها وسرورها بهذه البشارة، لما تحمله من قربها من الله تعالى.

سابعا: عدم إفشائها رضي الله عنها سر أبيها صلى الله عليه وسلم في حياته، مع ما فيما كتمته من منقبة عظيمة لها، تدعو إلى الفخر والاعتزاز به

ولست هنا مؤرخا لأستقصي فضائلها رضي الله عنها، بل أشير إلى ما لفت نظري إلى فضلها من هذا الحديث، ولكني أختم الكلام، بفضيلة خاصة بها في العهد الإسلامي، هي ما أوصت به من اتخاذ ما يسترها عن أعين الناس، وهي على نعشها:

فمن فضائلها رضي الله عنها، حبها ستر نفسها حية وميتة، حيث تمنت في حياتها أن تجد آلة تسترها عن أعين الناس وهي على نعشها، كما أوصت بعدم دخول أحد عليها عند غسلها، إلا من تدعو الضرورة إليهم في ذلك.

فقد قال القرطبي رحمه الله في كتابه " المفهم سرح صحيح مسلم: "وهي أوَّل من سُتِر نعشُها في الإسلام ، وذلك أنها لما احتضرت قالت لأسماء بنت عُميس : إني قد استقبحتُ ما يُفْعَلُ بالنساء ؛ إنه يُطْرَحُ على المرأة الثوبُ يصفها، فقالت أسماء : يا بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ! ألا أريكِ شيئًا رأيتُه في الحبشة ؟! فدعت بجرائد رطبةٍ ، فَحَنَتْها، ثم طرحت عليها ثوبًا ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله تُعرف به المرأة من الرجل ، فإذا أنا مِتُّ ، فاغسليني أنت وعليٌّ ، ولا تُدْخلي أحدًا .

فلما توفيت جاءت عائشة لتدخل ، فقالت أسماء : لا تدخلي . فشكت إلى أبي بكر وقالت : إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد جعلت لها مثل هودج العروس ، فجاء أبو بكر فوقف على الباب ، فقال : يا أسماء ! ما حَمَلَكِ على أن منعت أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدخلن على بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وجعلت لها مثل هودج العروس؟

فقالت : أمرتني ألاَّ يدخل عليها أحد، وأريتها هذا الذي صنعتُ، فأمرتني أن أصنع ذلك بها. قال أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ : اصنعي ما أمرتك، ثم انصرف.

وغسَّلها عليٌّ ، وأشارت أن يدفنها ليلاً، وصلَّى عليها العباس ، ونزل في قبرها هو وعلي والفضل ، وتوفيت وهي بنت ثلاثين سنة ، وقيل : بنت خمس وثلاثين" انتهى كلام القرطبي.

هذه فاطمة بنت رسول الله، أخذت تفكر وهي في مرض موتها، فيما رأت في من توفين قبلها من النساء، وتقول لممرضتها وغاسلتها أسماء بنت عميس: "إنه يُطْرَحُ على المرأة الثوبُ يصفها" فلما أرتها بنت عميس تلك الأعواد الرطبة التي تسترها، استحسنت ذلك وطلبت منها أن تفعله لها.

ألا تكون بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة للنساء المسلمات اللاتي أبين ستر أجسادهن – ولا أريد أن أتمادى في الوصف - وهن لا زلنا على قيد الحياة؟!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) سورة محمد

0003.gif?fit=516%2C82&ssl=1

مشاهدة جميع مواضيع م فتحى العداوى

رد مع اقتباس