صناديق الحلم
باحة مليئة بالرماد الداكن ..
حجارة من لؤلؤ أخضر ..
أوراق محترقة الملامح ..
حوانيت مكتظة بالفكر العاجز ..
قنديل ..
أنين وقشعريرة جســد أنثى ..
شفاه مبتلة بالألــم ..
إنكســـــــار ..
قصص هيروقراطية معلقة النبض ..
أشياء ُتـعّـمـر ..
عمــر يهــرم ..
تنهيدة وابتسامة جافة ..
تلك هي بقايا صناديق الحلــم .
رقصة مــــ.........ـــع ..
تقدمت نحوي ذات شتاء بارد ..
ظهرت من بين الضباب ..
على رصيف تسكنه إنارة خافتة ..
والمطر القاتم يبلل جسدها الأبيض..
تمتلئ قشعريرة وضعـفا ..
تمتمت لي بشفاه تضربها الزرقة..
هل تسمح لي أن أشاركك المظلة ..؟
أشرت لها بإيماءة ... أن تتقدم ..
أفسحــت لها بخطـوة ..
كانت حدود المظلة أصغر من احتوائنا..
والمطر ما يزال يرسل بمائه شعرها الأسود ..
ابتسمت لها وأفردتُ ذراعي ..
وقلت.. أتسمحين بأن تشاركيني المعـطف ..
نظرت إلىّ ..
وألف فكرة على ضفاف عينيها رقصت ..
بالرغم من ذلك ......... تقـدمت .
وضعت رأسها فوق كتفي
وضمت ذراعيها إلى أحضان صدرها
واقتربت ..
حاولت احتواء خوفها الذي سكن قلبها
وتمرد ..
وقفنا طويلا تحت المطر المنهمر تتنفس ولا
أتحدث ..
وبعد برهة همست ..
يبدوا أن المطر لن يتوقف .؟!
قلت لها هل أنت على موعـد ..؟
تنهدت بعمق وتمتمت ..
هل يمكنك الرقص فوق الألم ...؟!
قلت .. ربما ..!
همست .... وبعـد ..
قلت .. أعتقد بأنني أحتاج إلى سلاح الإرادة .
قالت .. هل أنت على الدوام في حالة حرب ..
خلتك تمتلك الإرادة ..؟
قلت .. أيهما اكثر غزارة حبات المطر
أم صقيع الثلج ..؟
قالت أنا لا اشعر سوى بكدمات الإرهاق ..
قلت .. هل أنت على الدوام في حالة هروب
من ارض المعركة ..؟
ابتسمت .. ثم تمتمت .. هل يمكننا الابتعاد من هنا ..
قلت .. كلها ارض موحلة بذات الوجه الماطر ..
لا فــرق ..
قالت .. وشفاه الحروف تتبعثر من شدة البرد ..
هل يمكنك احتوائي اكثر ..
قلت .. لست ادري هل يمكننا الصمود اكثر ..
قالت .. دعنا نرقص ..
قلت .. سأحتاج إلى خطوتك الأولى فقط ..
قالت .. إذن فلنبدأ الرقص ..
ولم تنتهـــي بعـــد ......... !