عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2022/09/05, 11:00 AM
الصورة الرمزية zoro1
zoro1 zoro1 غير متواجد حالياً
مراقب أقسام المنتدى الإسلامي
رابطة مشجعى نادى الزمــــــالك
الزمــــــالك    
تاريخ التسجيل: 2021 Jun
المشاركات : 3,654
افتراضي شرح حديث: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان....

حديث: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان...
32- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))؛ متفق عليه.



شرح الحديث:

قوله: ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن... إلخ)): كلمتان خبر مقدم، مبتدؤه: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، وفي تقديم الخبر تشويق السامع إلى المبتدأ، وكلما طال الكلا*م في وصف الخبر، حَسُن تقديمه؛ لأ*ن كثرة الأ*وصاف الجميلة تزيد السامع شوقًا؛ قاله الحافظ ابن حجر في (فتح الباري).



قوله: (حبيبتان إلى الرحمن)؛ قال الحافظ ابن حجر: وخص لفظ الرحمن بالذكر؛ لأ*ن المقصود من الحديث بيان سَعة رحمة الله - تعالى - على عباده؛ حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل.



قوله: (خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان)؛ قال الحافظ ابن حجر: وصفهما بالخِفة والثِّقَل؛ لبيان قلة العمل وكثرة الثواب.



وقد نقل الحافظ ابن حجر في شرحه لهذا الحديث عن ابن بطال أنه قال:

"هذه الفضائل الواردة في فضل الذكر، إنما هي لأ*هل الشرف في الدين والكمال؛ كالطهارة من الحرام والمعاصي العظام، فلا* تظن أن من أدْمن الذِّكر، وأصرَّ على ما شاءه من شهواته، وانتهَك دين الله وحُرماته، أنه يلتحق بالمطهَّرين المقدَّسين، ويبلغ منازلهم بكلا*مٍ أجراه على لسانه، ليس معه تقوى ولا* عمل صالح".



(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم):

المعنى: أُنزِّه اللهَ عن كل ما لا* يليق به؛ قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): وسبحان اسم منصوب على أنه واقع موقع المصدر لفعلٍ محذوف تقديره: سبَّحت الله سبحانًا، كسبَّحت الله تسبيحًا، ولا* يستعمل غالبًا إلا* مضافًا، وهو مضاف إلى المفعول؛ أي: سبَّحت الله، ويجوز أن يكون مضافًا إلى الفاعل؛ أي: نزَّه الله نفسه، والمشهور الأ*ول، وقال - في قوله: (وبحمده) -: قيل: الواو للحال، والتقدير أُسبِّح الله متلبسًا بحمدي له من أجل توفيقه، وقيل: عاطفة، والتقدير: أُسبح الله وأتلبَّس بحمده.



قال الحافظ ابن حجر فيما نقَله عن شيخه أبي حفص عمر البلقيني في أواخر مقدمة الفتح، قال: (وهاتان الكلمتان ومعناهما، جاء في ختام دعاء أهل الجنان؛ لقوله - تعالى -: ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 10].



من فقه الحديث:

♦ الحث على المواظبة على هذا الذكر، والتحريض على ملا*زمته.

♦ إثبات صفة المحبة لله تعالى.

♦ الجمع بين تنزيه الله - تعالى - والثناء عليه في الدعاء.

♦ بيان الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأُ*مته الأ*سباب التي تُقربهم إلى الله، وتُثقل موازينهم في الدار الآ*خرة.

♦ إثبات الميزان، وجاء في بعض النصوص إثبات أن له كِفَّتين.

♦ إثبات وزن أعمال العباد.

♦ التنبيه على سَعة رحمة الله؛ حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل.

♦ الإ*شارة بخِفة هاتين الكلمتين على اللسان إلى أن التكاليف شاقَّة على النفس، ومن أجل ذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: ((حُجبت الجنة بالمكاره، وحُجبت النار بالشهوات)).



وقد جاء عن بعض السلف التعليل لثِقَل الحسنة وخِفة السيئة، فقال:

"لأ*ن الحسنة حضَرت مرارتها وغابت حلا*وتها؛ فلذلك ثَقُلت، فلا* يَحملنَّك ثِقَلها على ترْكها، والسيئة حضَرت حلا*وتها وغابَت مرارتها؛ فلذلك خفَّت، فلا* تَحملنَّك خِفتها على ارتكابها".



♦ إطلا*ق الكلمة مُرادًا بها الكلا*م.



الالوكة

...................................

0003.gif?fit=516%2C82&ssl=1

مشاهدة جميع مواضيع zoro1

رد مع اقتباس