[عادل ابوزيد]

لماذا طلب سليمان عرش بلقيس؟ قيل إنّ نبي الله سليمان -عليه الصلاة والسلام- عندما طلب عرش ملكة سبأ، وكانت تسمّى بلقيس، كان يُخير مَن الأسرع في إحضار عرشها؛ إظهارًا لعظمة الله -عزّ وجلّ- وقدرته وقوّته وجبروته، وما وهب الله -عزّ وجلّ- لنبيه سليمان -عليه الصلاة والسلام- من الملك والنبوة، وما أعطاه ورزقه ووهبه من إمكانات وقدرات، ممّا لم يعطه لأحدٍ من قبله ولا من بعده، وليكون ذلك حجةً لنبي الله سليمان -عليه الصلاة والسلام-؛ فكلما كان الأمر بشكلٍ أسرع، كان ذلك أدهش وأعظم للنفوس البشرية، وأقوى وأقهر لعقل كلّ إنسانٍ منكر لذلك، وعندما طلب نبي الله سليمان -عليه الصلاة والسلام- العرش، كانت ملكة سبأ بلقيس على بُعد فرسخٍ منه؛ فلذلك طلبه على وجه السرعة.[١] وقد كان لنبي الله سليمان -عليه الصلاة والسلام- هيبةٌ؛ فلا يبدأ بشيءٍ حتى يسأل عنه، فجلس يومًا على سرير مُلكه، فرأى وهجًا قريبًا منه، فقال: ما هذا؟ قالوا ملكة سبأ بلقيس، نزلت في هذا المكان، وكان قربها منه بمقدار فرسخٍ، وقد وصله خبرٌ أنّها احتاطت على عرشها قبل خروجها إلى نبيّ الله سليمان -عليه الصلاة والسلام-.[١] وقد قيل أيضًا في سبب طلب نبي الله سليمان -عليه الصلاة والسلام- من معاونيه عرش الملكة بلقيس؛ أنّه أراد أن يبهرها ويفاجئها بقوة الله -سبحانه وتعالى- وقدرته، وقوّة ملكه وعزّ سلطانه، وأنّ نبي الله سليمان -عليه الصلاة والسلام- أمنع وأعز وأقوى ملكًا من مملكتها، وقوّتها وبلادها، وقصورها والضخمة.[٢] النبي سليمان نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام، ووالده نبي الله داود عليه الصلاة والسلام، أرسله الله -عزّ وجلّ- إلى بني إسرائيل، وقد أعطاه الله -سبحانه وتعالى- النبوّة والمُلك العظيم، وكان له العديد من المعجزات، منها: فهمه منطق الطير وكلّ شيءٍ خلقه الله -عزّ وجلّ-،[٣]وسخر الله -عزّ وجلّ- له الريح تجري بأمره، وسخّر له من الجنّ من يعمل بخدمته، وكان على زمنه ملكةٌ اسمها بلقيس، تسكن في بلاد اليمن، فدعاها نبي الله سليمان -عليه الصلاة والسلام- إلى الإيمان بالله عزّ وجلّ.[٣] عرش بلقيس ملكة سبأ طلب نبي الله سليمان -عليه الصلاة والسلام- من أعوانه من الجنّ ومن عنده علم الكتاب؛ أن يحضروا له عرش الملكة بلقيس، وقد كان عرشًا كبيرًا وعظيمًا، من اليمن إلى بلاد الشام، قبل وصولها إلى نبيّ الله سليمان -عليه الصلاة والسلام-، وهي مؤمنةٌ بالله -عزّ وجلّ-؛ فقال له واحدٌ من الجنّ: أنا آتيك به، وقال آخر من عنده علم الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك، وقد أحضروا لنبيّ الله سليمان -عليه الصلاة والسلام- العرش؛ وطلب منهم أن ينكروا لها عرشها، ويحدثوا عليه بعض التغييرات؛ لكي يرى هل ستعرف عرشها أم لا.[٤]