نشأة علوم القرآن وتطورها نشأت علوم القرآن من حيث وجودها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أما من حيث تدوينها فتختلف نشأتها باختلاف كل نوع منها. ففي عهد ما قبل التدوين، كان النبي وأصحابه على دراية بعلوم القرآن لكنهم لم يُدوِّنوها ولم ينشروها في الكتب لعدم حاجتهم لذلك، وفي عهد الخليفة الراشدي عثمان رضي الله عنه ظهرت الحاجة إلى التدوين فجُمِع القرآن في مصحف واحد ونُسخت أعداد كثيرة منه مُشكِّلةً بذلك اللبنة الأولى لظهور علم رسم القرآن. وفي عهد عليّ رضي الله عنه ظهرت الحاجة لوضع قواعد اللغة لحماية القرآن من اختلاطه بلغة الأعاجم فتَشكَّل علم النحو. وفي العهد الأمويّ وَضع الصحابة والتابعون الحجر الأساس لعلم التفسير. ثم جاء ما يُعرف بعهد التدوين فأُلِّفت الكتب في شتى أنواع العلوم، وانصبَّ التركيز أول الأمر على علم التفسير، ثم تفرعت الكتب والمؤلفات لتشمل عددا كبيرا من علوم القرآن. ولا تزال هذه العلوم تتكاثر وتتطور يوما بعد يوم. أنواع علوم القرآن نظرا لتعدد جوانب القرآن والقضايا التي يعالجها، اختلف أهل العلم في عدد علوم القرآن وأنواعها، فقد حصرها الزركشي في سبعة وأربعين نوعا، وعدها السيوطي ثمانين نوعا، وهناك من زاد عن ذلك أو نقص. وبشكل عام، يمكن تقسيم علوم القرآن إلى نوعين، النوع الأول علوم تتعلق بالقرآن مباشرة ولا تخرج إلا منه كأسباب النزول، وعلم القراءات، وعلم المكي والمدني. والنوع الثاني علوم قرآنية تشترك مع غيره من العلوم، وهي على قسمين، أولها علوم مرتبطة بالقرآن كنصِّ شرعيٍّ تؤخذُ منه الأحكامُ التشريعية ويشاركه فيها الحديث النبويُّ، ومن ذلك علم الأحكام الفقهية، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم المُحكم والمتشابه. وثانيها علوم مرتبطة بالقرآن باعتباره نصًّا عربيًّا، ويدخل في ذلك جملة من العلوم كعلم معاني القرآن، وعلم متشابه القرآن، وعلم إعراب القرآن وغير ذلك. اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمان، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
مشاهدة جميع مواضيع محمود الاسكندرانى