[manst2005]

فضل الايام العشر الاولى من ذى الحجة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي سيد المرسلين ... وبعد :
فإن من فضل الله ومنته أن جعل لعبادة الصالحين مواسم
يستكثرون فيها من العمل الصالح ، ومن هذه المواسم .

عشرة ذى الحجة

* وقد وردفي فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها
1- قال تعالي: ( والفجر (1)وليال عشر (2)) قال ابن كثير رحمه الله : المراد بها عشر ذى الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم ، ورواه الإمام البخارى .
2- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر " قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال " " ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ ".
3- وقال تعالى( ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) قال ابن عباس أيام العشر ( تفسير ابن كثير ).
4- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد "(رواه أحمد ).
5- وكان سعيد بن جبير رحمه الله – وهو الذى روي حديث ابن عباس السابق ر- إذا دخلت العشر اجتهداجتهادًا حتى ما يكاد يقدر عليه ( رواه الدرامي ).
6- وقال ابن حجر في الفتح : والذى يظهر أن السبب في امتياز عشر ذى الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهى الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيره .

مايستحب فعله في هذه الأيام

1- الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض والإكثارمن النوافل ، فإنها من أفضل القربات . روي ثوبان رضي الله عنه قال : سمعت رسولالله (صلى الله عليه وسلم ) يقول : "عليك بكثرة السجود لله ، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعكالله بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة " ( رواه مسلم ) وهذا عام في كل وقت

2- الصيام :. لدخوله في الأعمال الصالحة ، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) ،قالت : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم تسع ذى الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر " ( رواه الإمام أحمد وأبو داود النسائى ) .وقال الإمام النووى عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحبابًا شديدًا .
3- التكبيروالتهليل والتحميد:. لما ورد في حديث ابن عمر السابق: " فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ". وقال الإمام البخارى رحمه الله : " كان ابن عمر وأبو هريرة رضى الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ، ويكبر الناس بتكبيرهما". وقال أيضًا : " وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا " .
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام ، وخلف الصلوات وعلى فراشة ، وفى فسطاطة ، ومجلسه وممشاره تلك الأيام جميعًا ، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة .
وحريٌ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التى قد ضاعت في هذه الأزمان ، وتكاد تنسي حتى من أهل الصلاح والخير – وللأسف – بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.
صيغة التكبير :.
أ*-الله أكبر. الله أكبر . الله أكبر كبيرًا .
ب*-الله أكبر. الله أكبر . لا إله إلا الله . والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
جـ- الله أكبر . اللهأكبر . الله أكبر . لا إله إلا الله . والله أكبر . الله أكبر . الله أكبر ولله الحمد .
4- صيام يوم عرفه :. يتاكد صوم يوم عرفه لما ثبت عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال عن صوم يوم عرفه :" أحتسب علي الله أن يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده " ( رواه مسلم ) . لكن من كان في عرفة – أى حاجا – فإنه لا يستحب له الصيام ، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم ) كان بعرفة مفطرًا .
5- فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين ، وعن جلالة شأنه وعظم فضله الجم الغفير من المؤمنين ، هذا مع أن بعض العلماء يري أنه أفضل أيام السنة علىالإطلاق حتى من يوم عرفه . قال ابن القيم رحمه الله : " خير الأيام عند الله يوم النحر ، وهو يوم الحج الأكبر " كما في سنن أبي داود عنه (صلى الله عليه وسلم ) قال : " إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القر" ، ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى ، وهو اليوم الحادى عشر .وقيل : يوم عرفه أفضل منه ، لأن صيامه يكفر سنتين ، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة ، ولأنه سبحانه وتعالي يدنو فيه من عباده ، ثم يُباهىملائتكه بأهل الموقف ، والصواب القول الأول ، لأن الحديث الدال علي ذلك لا يعارضه شئ .
وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجا كان أم مقيمًا علي إدراك فضله وانتهاز فرصته .

بماذا تُستقبل مواسمالخير ؟

1- حرىٌ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح ، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي ، فإنه الذنوب هى التى تحرم الإنسان فضل ربه ، وتحجب قلبه عن مولاه .
2- كذلك تُستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصادق الجاد علي اغتنامها بما يرضى الله عز وجل، فمن صدق الله صدقه الله "
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) ( العنكبوت :96 ) .
فيا أخي المسلم احرص علي اغتنام هذه الفرصة السانحة قبل أن تفوتك فتندم .
وفقنى الله وإياك لاغتنام مواسم الخير، ونسأله أن يعيننا فيها علي طاعته وحسن عبادته .

****************************

وفى المرفقات ملف pdf يتضمن فضل الايام العشر الاولى من ذى الحجة لمن أراد أن يحمله ويطبعه وينتفع به والمسلمين
مسموح بنقله وطباعته وتوزيعه مجانا لوجه الله