عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2022/09/26, 09:25 PM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
محمود الاسكندرانى محمود الاسكندرانى غير متواجد حالياً
مراقب الأقـسـام الإسـلامـيـة
رابطة مشجعى نادى الاهلـــــى
الاهلـــــى    
تاريخ التسجيل: 2021 Jun
المشاركات : 993
amalqtsat اجتماع الصف و وحدة الكلمة




في كل مناسبة سانحة يذكرهم ربهم -عز وجل- بتلك النعمة والمنة من الله -تعالى- عليهم؛ إذ كانوا متفرقين متشرذمين متحاربين متباغضين فجمع كلمتهم ووحد قلوبهم ولملم شملهم، فأصبحت لهم هيبة وكرامة ووزن ومكانة بين الأمم: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)[آل عمران: 103]، وامتن -تعالى- بهذه النعمة مرة أخرى حين قال: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ)[الأنفال: 63]، وأخبرنا -تعالى- أن أمة الإسلام يجب أن تكون أمة واحدة فقط وليس اثنتين: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً)[الأنبياء: 92].

وما قاله القرآن الكريم هو نفس ما قرره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا، فيرضى لكم: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال"(رواه مسلم).

وكما أمرنا الله -تعالى- بوحدة الكلمة واجتماع الصف، فقد حذرنا كذلك من التفرق والتشرذم قائلًا -عز من قائل-: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)[الأنفال: 46].

فإن أطعنا الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وتوحدنا تنزلت علينا بركات الاجتماع والوحدة، فالخير كله في الاجتماع والشر كله في الخلاف والتفرق، هذا إجمالًا، ودعونا الآن نفصِّل بعض ذلك:

فمضاعفة الأجر في الجماعة: وهذا مثال قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة"(متفق عليه)، فلو صليت صلاة وحدك فلك بها أجر واحد، أما لو صليت نفس الصلاة بنفس الكيفية وبنفس الخشوع والحركات والسكنات لكن في جماعة فلك بها سبعة وعشرين أجرًا.

وبركة الله -تعالى- تتنزل على الجماعة: فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يد الله مع الجماعة"(رواه الترمذي).

والشبع في الجماعة، والجوع في الفرقة: فعن وحشي أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع! قال: "فلعلكم تفترقون؟" قالوا: نعم، قال: "فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه"(رواه أبو داود).

والشيطان بعيد عن الجماعة، قريب من المتفرقين: فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة"(رواه الترمذي).

والجماعة رحمة، والفرقة عذاب: وهذا نص كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن النعمان بن بشير قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر: "..التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب"(رواه أحمد).

وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يتركون بعض ما يرونه الأفضل والأَولى ويفعلون غيره؛ لئلا يخالفوا الجماعة، فعن عبد الرحمن بن يزيد قال: صلى عثمان بمنى أربعًا، فقال عبد الله بن : "صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، ثم تفرقت بكم الطرق"، قال الأعمش: فحدثني معاوية بن قرة أن عبد الله صلاها بعدها أربعًا، فقيل له: عبت على عثمان وتصلي أربعًا؟ فقال: "الخلاف شر"(رواه أبو داود، والبيهقي في معرفة السنن).

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

   

التوقيع

0003.gif?fit=516%2C82&ssl=1

مشاهدة جميع مواضيع محمود الاسكندرانى

رد مع اقتباس