جميع ما يطرح بالمنتدى لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي صاحبه فقط

manst2005 · #1 2025/04/02, 09:11 AM

(¯`·._.··¸.·~-. تـربـيـة الأولاد فـي الإسـلام .-·~-.¸··._.·´¯)

تُعتبر تربية الأبناء من أهم وأثقل المسؤوليات في الحياة، كما قال النبي ﷺ: "كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ" صحيح البخاري، إن تحقيق التوازن في التربية بين الحزم والعدل من جهة، وإظهار الحب والحنان من جهة أخرى، ليس بالأمر السهل. وهذه المهمة تتطلب اتباع خطوات محددة:

1- ══التربية بالقدوة══ : حيث يجب أن يسعى الوالدين إلى إصلاح أنفسهما حتى يكونا قدوة لأبنائهم في كل شيء، وعليهم أن يتعلموا كل يوم آية أو حديث، وعمل حلقات تعليم داخل البيت بتعليمهم هذه الآية أو هذا الحديث؛ فمثل هذه المجالس يُبارك الله بها على أهل هذا البيت، ويُنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة.

2- ══التحدث باللين والإقناع══ : من الضروري التحدث مع الطفل بلطف ورفق، وإقناعه بالحجة والمنطق، وبيان فوائد طاعة الله وطاعة الوالدين. يجب تذكيرهم بالثواب المعدّ لهم في الجنة والعقاب المعدّ للمخالفين في النار. هذه المرحلة تتطلب صبراً وتكراراً، كما قال النبي ﷺ : "علِّموا أولادَكُمُ الصلاةَ إذا بلَغُوا سبعًا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشْرًا" صحيح الجامع، في هذا الحديث، أمرنا النبي ﷺ بتعليم الأطفال الصلاة لمدة ثلاث سنوات بأسلوب يجمع بين الرفق والنصح والصبر والتكرار.

3- ══التربية بالثواب والعقاب══ : عندما لا يستجيب الطفل للتوجيه الأولي بعد فترة طويلة كما ذكرنا سابقا، يجب على الوالدين الانتقال إلى هذه المرحلة، حيث يتم منح الثواب وفقًا لقدرة الوالدين وإمكاناتهما، كمكافأة وتشجيع للطفل عند قيامه بالأعمال الحسنة، لتعزيز السلوك الإيجابي، "ولا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها". أما العقاب، فيجب أن يكون حازمًا ومحددًا عند عصيان الطفل للأوامر، ولكن لا يُقصد بالعقاب هنا الضرب بالضرورة؛ فالأطفال يختلفون في استجابتهم، فقد يرتدع بعضهم بالضرب، بينما يرتدع البعض الآخر بحرمانه من أشياء يحبها، أو بإلزامه بتصحيح أخطائه بنفسه. وإذا استُخدم العقاب، فيجب أن يكون واضحًا للطفل سببُه، من خلال الشرح والتوضيح، حتى يدرك العلاقة بين سلوكه والعقوبة، مما يساعده على التعلم بدلاً من الخوف فقط.
ويجب أن يكون العقاب هادئًا دون صياح أو انفعال، حتى لا يتحول إلى تفريغ غضب، بل يجمع بين الردع والرحمة بالطفل.
ويجب أن يكون العقاب مسؤولية مشتركة بين الوالدين، حيث قد تؤثر العاطفة عند أحدهم دون الآخر على بعض القرارات، مما قد يُضعف تأثير العقوبة، لذا يُفضل أن يكون القرار مشتركًا لضمان التوازن عند الطفل. كما يجب تجنّب المبالغة في العقاب، حتى لا يتعرض الطفل للظلم، بل ينبغي أن يكون العقاب بالقدر الكافي لتحقيق الردع.

▄▀▄ ملاحظات عامة ▄▀▄ :

▃▂▁العدل بين الأبناء ▁▂▃ : عصيان أحد الأبناء لا يعني تمييز إخوته عنه، بل يجب العدل بينهم جميعاً. هذا العدل قد يكون سبباً في تحول المسيء إلى مُحسن. فإذا قَبَّلت أحدهم، فقبّل الباقين، وإذا أعطيت أحدهم نقوداً، فأعطِ البقية كذلك. قال الله تعالى: "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" المائدة: 8.

* ▃▂▁الحب والحنان ▁▂▃ : الطفل يحتاج إلى تغذية عاطفية، وهي لا تقل أهمية عن تغذية جسده، إذ يحتاج إلى الحب والحنان والإحسان (حتى وإن كان مُسيئا)، فلكل من الحزم والشدة وقتهما المناسب، وكذلك للحب والحنان وقتهما المناسب. يجب على الوالدين تحقيق التوازن بين الاثنين، بحيث يتزامن كل منهما مع اللحظة المناسبة. الأب الناجح هو الذي يستطيع أن يجعل أطفاله يحبونه ويخشونه في نفس الوقت.

▃▂▁الحديث مع الطفل ▁▂▃ : من الضروري أن يتواصل الوالدان مع الطفل بشكل دوري، لإخراج ما في صدره من مشاعر وأفكار، وتمكينه من التعبير عما يزعجه. هذا يساعد على الوصول إلى حلول للمشكلات التي تواجهه، وإنصافه إذا كان على حق، وتوجيهه إذا كان مخطئاً. ينبغي أن يظل ما يدور بين الوالدين والطفل سراً لا يُفشى، حتى يشعر الطفل بالثقة ويعبر عن نفسه بكل حرية.

▃▂▁تعامل الطفل مع البكاء ▁▂▃ : غالباً ما يلجأ الطفل إلى البكاء كوسيلة للتعبير عما يريد. إذا كان البكاء متعلقاً بشيء يضر بمصلحته، يجب على الوالدين التحلي بالشدة والحزم في منعه، مع الصبر حتى يتوقف الطفل عن هذا السلوك. إذا لم يتم التصدي لهذه العادة، فقد يتسبب ذلك في إضرار للطفل، حيث سيعتمد على البكاء دائماً لتحقيق ما يريد.

▃▂▁التربية على الطاعة منذ الصغر ▁▂▃ : أوصى النبي ﷺ بأن نأمر أبناءنا بالصلاة في سن السابعة؛ لأن ذلك يغرس الخير في نفوسهم منذ الصغر، فينشؤون عليه ويعتادونه. فكلما نشأ الإنسان بعيدًا عن طاعة الله، قسا قلبه وصعب عليه الامتثال لأوامره عز وجل. وبالمثل، من الإيمان أن تُلَبِّس الأم ابنتها الصغيرة اللباس الشرعي ولو على مرات متقطعة، حتى تألفه وتعتاد عليه، وينطبق ذلك على كثير من جوانب التربية الأخرى.

▃▂▁التجربة الأولى وخطورتها▁▂▃ : التجربة الأولى خطوة قد يصعب التراجع عنها. حذّروا أبناءكم من العادات السيئة التي قد تبدأ بتجربة واحدة، حيث أن العديد منها يمكن أن يؤدي إلى الإدمان من أول مرة، مثل التدخين وغيره. فمجرد التجربة بدافع الفضول أو التأثير من الآخرين قد يكون بداية لطريق يصعب العودة عنه. لذا من الضروري توعيتهم بمخاطر هذه العادات قبل أن يقعوا في فخها.

▃▂▁المبادرة ▁▂▃ : ازرعوا في أبنائكم روح المبادرة: علموهم أن يكونوا أصحاب دور فعال، كأن يتولى أحدهم تنسيق الرحلات العائلية أو يتواصل مع الأقارب لترتيب الزيارات. علموهم أيضًا أن يبادروا بالصدقات على الفقراء بأنفسهم. فالمبادرة تعزز شخصياتهم وتنمي حس المسؤولية لديهم.

▃▂▁المسؤولية▁▂▃ : علّموا أبناءكم تحمل المسؤولية؛ كلّفوا أبناءكم بمسؤولية يومية في المنزل، وزيدوها تدريجيًا مع العمر، دون أن يؤثر ذلك على دراستهم. فالمسؤولية تنمي الانضباط والاعتماد على النفس.

▃▂▁الإعتماد على النفس▁▂▃: علِّموا أبناءكم كيف يعتمدون على أنفسهم، فهناك فرق بين أن تحمل ابنك لتَعْبُرَ به الشارع، وبين أن تمسك بيده لتعلّمه كيف يَعْبُرَ بنفسه. الأول يغرس فيه الاتكالية، بينما الثاني ينمّي لديه الاعتماد على النفس.

▃▂▁ضرب الولد البالغ ▁▂▃ : يرى بعض العلماء أنه يجوز ضرب الولد البالغ إذا استدعى الأمر ذلك، بشرط أن يكون الضرب هيناً ولا يسبب ضرراً، وألا يؤدي إلى مفسدة أكبر، مع ضرورة البدء بالحكمة والرفق وحسن القول كما ذكر في الخطوات الأولى السابقة، بينما يرى آخرون عدم جواز ضرب الولد البالغ.

▃▂▁ مقارنة الطفل مع الآخرين ▁▂▃ : المقارنة الإيجابية قد تكون مقبولة إذا كانت تهدف إلى التحفيز وتشجيع التطور الشخصي، ولكن يجب أن تكون ضمن حدود واضحة لتجنب آثارها السلبية؛ كتجنب النقد السلبي وإحباط الطفل وإثارة الغيرة وإشعاره بالنقص، مع التركيز في المقارنة على الجهد والإنجاز بدلا من الأشخاص.
تقبل طفلك كما هو، بإيجابياته وعيوبه، فالتربية الحقيقية لا تعني البحث عن المثالية، بل دعمه ليكبر وينمو وفقًا لإمكاناته، في بيئة يشعر فيها بالقبول والتقدير.

▃▂▁التقرب إلى الله ▁▂▃ : إن إكثار الوالدين من الأعمال الصالحة، مثل بر الوالدين، والصدقة، وقيام الليل، والدعاء للأبناء، يعدّ من الأسباب المهمة في صلاح الأبناء. قال الله تعالى: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" الأنبياء: 90.