تحولت
تقنية تلقيح السحب، إلى تريند على محركات البحث، وتسببت في جدل كبير خاصة بعد أن ربط البعض بينها والأمطار غير المسبوقة التي ضربت الإمارات وعمان واليمن الأسبوع الماضي.
والمعروف أن
دولا عديدة تستخدم "تلقيح السحب" لتحفيز هطول الأمطار، مثل
الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا، وكذلك الإمارات.
لكن الخبراء يقولون إنه لا يوجد فعليا علاقة بين الأمطار الأخيرة وتلقيح السحب، وإن الأمر يرجع بالأساس إلى التغير المناخي.
لكن براءة
"تلقيح السحب" من أمطار الإمارات، لا تنفي حقيقة أنها تحمل كثيرا من المخاطر وفقا للخبراء، وفقا لتقرير ديلي ميل.
ما هي إذن تقنية "تلقيح السحب" وكيف تعمل؟
كانت البداية عندما اكتشف الباحثون العاملون في شركة "جنرال إلكتريك" تأثيرا غريبا عند إجراء تجارب حول كيفية تشكل السحب في المختبر. فعندما يصبح بخار الماء شديد البرودة، بين -10 و-5 درجة مئوية، فإنه لن يشكل بالضرورة بلورات ثلجية.
وعندما أضاف الباحثون مسحوقا ناعما من مادة "يوديد الفضة" التي تستخدم في التصوير الفوتوغرافي، فوجئوا بتجمد الماء على الفور.
ويرجع السبب إلى أن بخار الماء لا يمكنه تكوين بلورات بمفرده، بل يحتاج إلى شيء ما ليشكل "نواة" يتكاثف حولها. وفي السحب الطبيعية، تتوفر "نواة تكثيف السحب" هذه بواسطة البكتيريا أو جزيئات الغبار الصغيرة، لكن الباحثين وجدوا الآن طريقة لتكوينها بشكل صناعي.
وتعتمد تقنية "تلقيح السحب" على حقن "يوديد الفضة" أو ملح الطعام في السحب، ما يتسبب في تكوين بلورات الجليد بسرعة، التي تتساقط في نهاية المطاف على شكل ثلج أو مطر تبعا للحالة الجوية.
وقال يوهان جاك، كبير خبراء الأرصاد الجوية في KISTERS: يتم
تلقيح السحب إما عن طريق إطلاق المواد الكيميائية من الأرض، أو حقنها مباشرة من الطائرات، أو إطلاقها في السحب باستخدام الصواريخ.
استخدمت هذه التقنية في نحو 50 دولة مختلفة، من بينها الإمارات التي تدير برنامجا متطورا لتلقيح السحب منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث يتم تنفيذ نحو 1000 ساعة من مهمات "تلقيح السحب" سنويا.
وتمتلك الولايات المتحدة تاريخا طويلا من مهمات "تلقيح السحب"، بدأ منذ العام 1947 بعملية "سيروس"، عندما ألقى الجيش الأمريكي حوالي 90 كيلوجراما من الجليد الجاف في إعصار قبالة ساحل فلوريدا.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل على أن المهمة كان لها أي تأثير، فقد هدد البعض برفع دعاوى قضائية ضد الدولة بعد أن غير الإعصار مساراته بشكل غير متوقع.
وفي عام 2018، أبرمت ولايات وايومنج ويوتا وكولورادو اتفاقية لتقاسم التكاليف لتمويل مهام "تلقيح السحب".
وفي أستراليا، بدأت تجارب "تلقيح السحب" في عام 1947، واستمرت حتى يومنا هذا.
وتعد الصين الداعم الأكثر إنتاجية لتكنولوجيا تعديل الطقس. ولسنوات عديدة، استخدم مكتب تعديل الطقس تقنية "تلقيح السحب" لإنهاء حالات الجفاف ومكافحة حرائق الغابات وتجنب هطول الأمطار أثناء العروض العسكرية.
ولا تستخدم هذه التقنية لزيادة هطول الأمطار فحسب، بل تستخدم في دول، مثل إسبانيا وفرنسا وألمانيا بشكل أساسي لمنع هطول البَرَد.
وقالت الدكتورة فريدريك أوتو، الخبيرة البارزة في الطقس من جامعة إمبريال كوليدج لندن: "لا يمكن لتلقيح السحب أن ينتج كميات غزيرة من الأمطار. التقنية تعدل سحابة موجودة فعلا، ولا يمكن تحويل سحابة ركامية صغيرة إلى عاصفة رعدية فقط من خلال تلقيح السحب.
وأضافت أن القلق الأكبر يتمثل في أن "تلقيح السحب" يستخدم كبديل للعمل الفعال بشأن تغير المناخ، وهو السبب الحقيقي وراء زيادة هطول الأمطار.