🍇بلغوا عني ولو آية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآيات من 77 حتى 79 من سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
{ألم تر إلي الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لما كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلي أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والأخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا (٧٧)أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كلٌ من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا (٧٨)مٱ أصابك من حسنة فمن الله ومآ أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا (٧٩)}
⭐إيذاء الكفار للمؤمنين
كان عبد الله بن عوف، والمقداد بن الأسود، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم، يلقون من المشركين أذىً كثيرا وهم بمكة قبل الهجرة، فيشكون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقولون له :ائذن لنا يا رسول الله في قتال هؤلاء الكفار، فإنهم قد آذونا، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهم :كفوا أيديكم، وأمسكوا عن القتال، فإني لم أؤمر به، وإني أُمرت بالعفو.
التفسير
الأية 77، 78 :
إنه لمما يدعو إلي العجب، أن الذين قلت لهم بمكة، كفوا أيديكم عن مقابلة اعتداء الكفار بمثله، واشتغِلوا بما أمرتم به، من إقامة الصلاة، وإيتاء الصدقات، وكانوا حراصاً على الإستئذان في قتال الكفار بمكة، فلما فُرض عليهم قتال المشركين، وأّمروا به بعد الهجرة، إذا فريق منهم يخشون قتال الكفار، كما يخشون نزول بأس الله بهم، بل إن خشيتهم الكفار أشد أثراً في نفوسهم من خشية الله تعالى، وقالوا جزعاً وخوفاً مما قد يتعرضون له من الهلاك :ربنا لم كتبت علينا القتال في هذا الوقت؟ هلا أخرتنا إلى وقت قريب!
فقل لهم يا محمد ترهيباً لهم فيما يؤملون من القعود عن القتال :إن جميع ما يستمتع به الإنسان في هذه الدنيا صائر إلى الزوال، وإلي الفناء وهو هين حقير، بالنسبة إلى ما في الآخرة، وثواب الله فيها، لمن ينفذ ما أمر به الله، خيرٌ من متاع الدنيا لمن اتقى عقاب الله بترك معصيته، وإنكم لا تُبخسون أدنى شئ من ثواب أعمالكم، مهما يكن ضئيلا،فجاهدوا، فأينما تكونوا :في سلم أو حرب، يدرككم الموت، حتى ولو كنتم في قلاع محصنة منيعة.
⭐لؤم اليهود
لما قدم رسول الله إلى المدينة مهاجراً، بسط الله الرزق لسكانها، ولكن اليهود والمنافقين لما كنوا له العداوة، وابتغوا الفتنة بين المسلمين، وأذاعوا الشائعات السيئة، أمسك الله عنهم بعض الإمساك، وأُرجفوا بقولهم :ما زلنا نعرف النقص في ثمارنا ومزارعنا، منذ قدم علينا هذا الرجل،
ونسوا ما أغدقه الله جل وعلا عليهم بسببه بعد قدومه، فنزل قوله تعالى :"وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله..... "
تفسير الآية 79 :
إن هؤلاء اليهود، إن تصبهم نعمة وسعة وخصوبة في أرضهم، يقولوا :هذه من عند الله، وإن يصبهم بلاء من جدب وقحط، نسبوا هذا البلاء إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا هذه يا محمد بسبب شؤمك،
وليس هذا غريباً على اليهود، فقديماً كانوا في زمن موسي وقد نجاهم الله به من فرعون وقومه، إذا جاءتهم الحسنة قالوا :لنا هذه، وإن تصبهم سيئة، يطيروا بموسى ومن معه، فهذا دأبهم وعادتهم، ينكرون الجميع، وتعمى عيونهم عن المعروف،
فقل لهم يا محمد :إن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر حسب إرادته، وهو المتصرف وحده في شئون عباده،
فماذا أصاب عقول هؤلاء اليهود والمنافقين؟
وما لهم يتغابون، ولا يكادون يفقهون أحسن الحديث الذي أنزله الله جل وعلا وهو القرآن الكريم؟
فإنهم إذ عقلوه لعلموا أن الله وحده هو القابض الباسط،
فإن أصاب الإنسان خير ونعمة من الله، تفضلاً منه وإحساناً، وإن أصابه إبتلاء فمن نفسه، لأنه ارتكب من المعاصي ما يستوجبها، ولا ينافي هذا قوله تعالى :"قل كلٌ من عند الله" فإن الكل من عنده،غير أن الحسنة إحسان وامتنان ، والسيئة جزاء وانتقام، وأرسلناك يا محمد للناس كافةرسولاَ تبلغهم عني، وكفى الله شاهداً على رسالتك، وتبليغ دعوتك، بتأيدك بالمعجزات الدالة على صدقك.
)
2021/07/01, 01:21 AM
المواضيع المتشابهه
رد: 🍇بلغوا عني ولو آية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الآيات من 77 حتى 79 من سورة النساء
