#1
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم من تأمل في هذه السورة وجد فيها مقومات المجتمع المتكامل الذي قوامه الفضائل المثلى والقيم الفضلى [ أضواء البيان ، (9/507) . ] . ابتدأ الله سبحانه هذه السورة بقوله : { وَالْعَصْرِ } ( العصر : 1 ) . وهو الدهر كله أقسم الله به لما فيه من العجائب : أمة تذهب وأمة تأتي ، وقدر ينفذ وآية تظهر وهو لا يتغير ، ليل يعقبه نهار ، ونهار يطرده ليل ، فهو في نفسه عجيب . وهو في نفسه آية سواء في ماضيه لا يعلم متى كان ، أو في حاضره لا يعلم كيف ينقضي ، أو في مستقبله » ومن هنا نعلم أهمية الوقت في الحياة وعظمته ؛ لأن الله سبحانه عظيم ولا يقسم إلا بما هو عظيم . وقيل : أقسم الله بصلاة العصر لفضلها ؛ لأنها الصلاة الوسطى عند الجمهور . وفي الحديث : « من فاتته العصر فكأنما وُتِرَ أهله وماله » [ أخرجه البخاري ] وخُصَّت بالفضل ؛ لأن التكليف في أدائها أشق لتهافت الناس في تجاراتهم ومكاسبهم آخر النهار واشتغالهم بمعايشهم » تأملات في معاني السورة : ومن تأمل في هذه السورة وجد أنها تقرر حقيقة ضخمة وهي : « أنه على امتداد الزمان في جميع الأعصار ، وامتداد الإنسان في جميع الأدهار ، ليس هناك إلا منهج واحد رابح ، وطريق واحد ناجٍ هو ذلك المنهج الذي ترسم السورة حدوده ، وهو هذا الطريق الذي تصف السورة معالمه ، وكل ما وراء ذلك ضياع وخسار » { ِإنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ } ( العصر : 2 )لفظ الإنسان وإن كان مفرداً فإن ( أل ) فيه جعلته للجنس . والخسر : قيل : هو الغبن ، وقيل : النقص ، وقيل : العقوبة ، وقيل : الهلكة ، والكل متقارب . ولم يُبيِّن هنا نوع الخسران في أي شيء ؟ بل أطلق ليعمَّ ، وجاء بحرف الظرفية ليُشعر أن الإنسان مستغرق في الخسران وهو محيط به من كل جهة . وهذه الآية هي جواب القسم . والخسر والخسران : النقصان وذهاب رأس المال . والمعنى : إن كل إنسان في المتاجر والمساعي وصرف الأعمار في أعمال الدنيا لفي نقص وضلال عن الحق حتى يموت . « والخسارة مراتب متعددة متفاوتة : فقد يكون خساراً مطلقاً كحال من خسر الدنيا والآخرة ، وفاته النعيم واستحق الجحيم . وقد يكون خاسراً من بعض الوجوه دون بعض ، ولهذا عمَّم الخسار لكل إنسان إلا من اتصف بأربع صفات » وسيأتي ذكرها . { إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } ( العصر : 3 ) فإنهم في تجارة لن تبور ؛ حيث باعوا الفاني الخسيس واشتروا الباقي النفيس ، واستبدلوا الباقيات الصالحات بالغاديات الرائحات ؛ فيا لها من صفقة ما أربحها ، ومنفعة جامعة للخير ما أوضحها ! ! . وقد ورد في هذه الآيات الصفات المنجية من الخسران وهي : 1 - الإيمان بما أمر الله به ، ولا يكون الإيمان بدون العلم ؛ فهو فرع عنه ولا يتم إلا به . 2 - والعمل الصالح : وهذا شامل لأفعال الخير كلها الظاهرة والباطنة المتعلقة بحقوق الله وحقوق عباده الواجبة والمستحبة . 3- والتواصي بالحق الذي هو الإيمان والعمل الصالح أي : يوصي بعضهم بعضاً بذلك ، ويحثُّه عليه ، ويرغِّبه فيه . 4 - التواصي بالصبر على طاعة الله ، وعن معصية الله ، وعلى أقدار الله المؤلمة . فبالأمرين الأوَّلين يكمِّل العبد نفسه ، وبالأمرين الأخيرين يكمِّل غيره ،وبتكميل الأمور الأربعة يكون العبد قد سلم من الخسار وفاز بالربح العظيم وعن مجاهد : { إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } ( العصر : 3 ) يقول : إلا الذين صدَّقوا الله ، ووحَّدوه ، وأقروا له بالوحدانية والطاعة ، وعملوا الصالحات : وأدُّوا ما لزمهم من فرائضه ، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه . واستُثني الذين آمنوا من الإنسان ؛ لأن الإنسان بمعنى الجمع لا بمعنى الواحد . { وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } ( العصر : 3 ) ويعتبر التواصي بالحق من الخاص بعد العام ؛ لأنه داخل في عموم الصالحات ، وقد جاءت آيات في القرآن تدل على أن الوصية بالحق تشمل الشريعة كلها أصولها وفروعها ، ماضيها وحاضرها ، من ذلك ما وصَّى الله به الأنبياء عموماً من نوح و إبراهيم عليهما السلام ومن بعدهم في قوله تعالى : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } ( الشورى : 13 ) . وقد كانت هذه الوصية عمل الرسل لأممهم من بعدهم . ويأتي عقبها قوله : { وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } ( العصر : 3 ) . بمثابة التثبيت على هذا الصراط المستقيم ؛ إذ الصبر لازم على عمل الطاعات كما هو لازم لترك المنكرات وفي جعل التواصي بالصبر قريناً للتواصي بالحق دليل على عظيم قَدْره ،وفخامة شرفه ، ومزيد ثواب الصابرين على ما يحق الصبر عليه { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ( البقرة : 153 ) ، وأيضاً التواصي بالصبر مما يندرج تحت التواصي بالحق ؛ فإفراده بالذكر وتخصيصه بالنص عليه من أعظم الأدلة الدالة على إنافته على خصال الحق ، ومزيد شرفه عليها ، وارتفاع طبقته عنها الدروس والفوائد : 1- اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلُّم أربع مسائل : الأولى : العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة . الثانية : العمل به . الثالثة : الدعوة إليه . الرابعة : الصبر على الأذى فيه ؛ والدليل قوله تعالى : { وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } ( العصر : 1-3 ) . قال الشافعي : « لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم » 2 - قوله : { وَالْعَصْرِ } ( العصر : 1 ) هذا إقسام منه جل وعلا بالدهر وهو الوقت والعمر ، وقد أقسم الله به لعظمته ، وبيَّن بعده أن الإنسان في خسر ؛ وذلك في استغلال هذا الوقت ، ثم استثنى بعد ذلك أهل الإيمان والعمل الصالح ؛ لأنهم عرفوا قيمة الوقت فاستغلوه أحسن استغلال . 3 - أقسم سبحانه بالعصر وهو الدهر : لما فيه من العبر من جهة مرور الليل والنهار على تقدير الأدوار وتعاقب الظلام والضياء ؛ فإن في ذلك دلالة بيِّنة على الصانع عز وجل وعلى توحيده . 4 - إن الإنسان إذا عُمِّر في الدنيا وهرم لفي نقص وضعف وتراجع إلا المؤمنين ؛ فإنهم تكتب لهم أجورهم التي كانوا يعملونها في حال شبابهم ، ولعل هذا يشهد له الحديث الذي يرويه أبو موسى الأشعري ؛ حيث قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين يقول : « إذا كان العبد يعمل عملاً صالحاً فشغله عنه مرض أو سفر كتب له كصالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم » 5 - الخسران جاء في هذه الآية مجملاً ، وقد بينته آيات أخر في كتاب الله . أما الخسران بالكفر فكما في قوله تعالى : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ } ( الزمر : 65 ) وأما الخسران بترك العمل فكما في قوله تعالى : { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ } ( المؤمنون : 103 ) وأما التواصي بترك التواصي بالحق فليس بعد الحق إلا الضلال ، والحق هو الإسلام بكامله ، وقد قال تعالى : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ } ( آل عمران : 85 ) وأما الخسران بترك التواصي بالصبر والوقوع في الهلع والفزع فكما قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ } ( الحج : 11 ) 6 - الإيمان لغة التصديق . وشرعاً : الاعتقاد الجازم بأركان الإيمان الست في حديث جبريل عليه السلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم لما سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان ، { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } ( العصر : 3 ) : العطف يقتضي المغايرة . ولذا قال بعض الناس : إن الأعمال ليست داخلة في تعريف الإيمان . ومقالاتهم معروفة . والصحيح : أن الإيمان اعتقاد بالجنان ، ونطق باللسان ، وعمل بالجوارح ؛ فالعمل داخل فيه ، ويزيد وينقص ؛ فمجرد الاعتقاد لا ينفع صاحبه كما كان يعتقد عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم صحة رسالته ، ولكنه لم يقل كلمة يُحاجُّ له صلى الله عليه وسلم بها،وكذلك لو اعتقد ونطق بالشهادتين ولم يعمل كان مناقضاً لقوله 7 - لا يعتبر العمل صالحاً حتى تتوفر فيه ثلاثة شروط : 1 - موافقة العمل لكتاب الله . 2 - إخلاص النية لله . 3 - كونه صادراً من مؤمن بالله 8 - استدل بعض المعتزلة بما في هذه السورة على أن مرتكب الكبيرة مخلَّد في النار ؛ لأنه لم يستثن فيها عن الخسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات .. إلخ . وأجيبَ عنه : بأنه لا دلالة في ذلك على أكثر من كون غير المستثنى في { خُسْرٍ } ( العصر : 2 ) ، وأما على كونه مخلداً في النار فلا ، كيف والخسر عامٌّ ؛ فهو إما بالخلود إن مات كافراً ، وإما بدخول النار إن مات عاصياً ولم يُغفر له ، وإما بفوات الدرجات العاليات إن غُفر له . وهو جواب حسن . 9 - قوله : { وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } ( العصر : 3 ) جاء الحث على التواصي بالرحمة أيضاً مع الصبر في قوله تعالى : { ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } ( البلد : 17 ) } . وبهذه الوصايا الثلاث : بالتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر ، والتواصي بالرحمة تكتمل مقومات المجتمع المتكامل قوام الفضائل المثلى والقيم الفضلى ؛ لأن بالتواصي بالحق : إقامة الحق والاستقامة على الطريق المستقيم ، وبالتواصي بالصبر يستطيعون مواصلة سيرهم على هذا الصراط ويتخطون كل عقبات تواجههم ، وبالتواصي بالمرحمة : يكونون مرتبطين كالجسد الواحد ؛ وتلك أعطيات لم يعطِها إلا القرآن وهذه السورة الموجزة . 10 - وفي السورة الإشارة إلى أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن من يقوم به غالباً يتعرض لأذى الناس ؛ فلزمهم التواصي بالصبر كما قال لقمان لابنه يوصيه : { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } ( لقمان : 17 ) 11 - وسنذكر هنا بعض المسائل المنتقاة من كتاب : ( أضواء البيان للشيخ محمد الشنقيطي ) فأما التي تتعلق بموضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمنها : المسألة الأولى : « اعلم أن كلاً من الآمر والمأمور يجب عليه اتباع الحق المأمور به ، وقد دلَّت السنة الصحيحة على أن من يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله أنه حمارٌ من حمر جهنم يجر أمعاءه فيها » . وقد دلَّ القرآن العظيم على أن المأمور المعرض عن التذكرة حمارٌ أيضاً . أما السنة المذكورة فقوله صلى الله عليه وسلم : « يُجاء بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار فتندلق أقتابه في النار ، فيدور كما يدور الحمار برحاه ، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون : أي فلان ! ما شأنك ؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ ! فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه » واعلم أن التحقيق أن هذا الوعيد الشديد الذي ذكرنا من اندلاق الأمعاء في النار ليس على الأمر بالمعروف وإنما على ارتكابه المنكر عالماً بذلك . المسألة الثانية : يشترط في الآمر بالمعروف أن يكون له علم يعلم به أن ما يأمر به معروف ، وأن ما ينهى عنه منكر ؛ لأنه إن كان جاهلاً بذلك فقد يأمر بما ليس معروفاً وينهى عما ليس بمنكر ، ولا سيما في هذا الزمن الذي عمّ فيه الجهل وصار فيه الحق منكراً والمنكر معروفاً والله تعالى يقول : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } ( يوسف : 108 ) فدلَّ على أن الداعية لا بد أن يكون على بصيرة ، وتكون دعوته بالحكمة وحسن الأسلوب واللطافة مع إيضاح الحق ؛ لقوله تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ } (النحل:125) المسألة الثالثة : الأمر بالمعروف له ثلاث حكم : الأولى : إقامة حجة الله على خلقه كما قال تعالى : { رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } ( النساء : 165 ) . الثانية : خروج الآمر من عهدة التكليف بالأمر بالمعروف كما قال تعالى في صالحي القوم الذين اعتدى بعضهم في السبت : { قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ } (الأعراف : 164 ) وقال تعالى : { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ } ( الذاريات : 54 ) فدل على أنه لو لم يخرج من العهدة لكان ملوماً . الثالثة : رجاء النفع للمأمور كما قال تعالى : { قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } ( الأعراف : 164 ) ، وقال : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ }الذاريات:55) . [30] 12 - قد بيَّن الله أن الناس أقسام ثلاثة إزاء دعوة الرسل : 1 - قوم آمنوا وقالوا : ربنا الله ، واستقاموا على ذلك بالعمل الصالح . 2 - قوم ارتفعت همتهم إلى دعوة غيرهم ، وهم أحسن قولاً بلا شك . 3 - قوم عادوا الدعاة وأساؤوا إليهم . قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ }(فصلت:30) إلى قوله : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ * وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } ( فصلت : 33-34 ) يقول سيد قطب رحمه الله : « وننظر اليوم من خلال هذا الدستور الذي يرسمه القرآن لحياة الفئة الرابحة الناجية من الخسران ؛ فيهولنا أن نرى الخسر يحيق بالبشرية في كل مكان على ظهر الأرض بلا استثناء ، يهولنا هذا الضياع الذي تعانيه البشرية في الدنيا قبل الآخرة ، هذا والمسلمون هم أبعد أهل الأرض عن هذا الخير وأشدهم إعراضاً عن المنهج الإلهي الذي اختاره الله لهم » إلى أن قال : « ذلك شأن الربح والخسر في هذه الأرض ، وهو على عظمته إذا قيس بشأن الآخرة صغير ، وهناك هناك الربح الحق والخسر الحق ، هناك في الأمد الطويل وفي الحياة الباقية وفي عالم الحقيقة هناك الربح والخسر : ربح الجنة والرضوان ، أو خسر الجنة والرضوان ، هناك حيث يبلغ الإنسان أقصى الكمال المقدر له أو يرتكس فتهدر آدميته وينتهي إلى أن يكون حجراً في القيمة ودون الحجر في المرابحة . ومن ثم كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر ، ثم يسلم أحدهما على الآخر
مشاهدة جميع مواضيع م فتحى العداوى |
#2
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا يا حبيبنا
|
#3
|
||||
|
||||
تسلم إيدك ياغالى بارك الله فيك
|
#4
|
||
|
||
جزاك الله خيرا
|
#5
|
||
|
||
جزاكم الله خيرا
|
#6
|
||
|
||
شكرا لك اخى الكريم
|
#7
|
||
|
||
جزاك الله خيرا
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
متى تصبح صلاة العصر قضاء ؟.. | ابو ساره | المنتديات الإسلامية | 24 | 2022/10/07 05:50 PM |
فوائد الترمس | zoro1 | الصحة والطب | 2 | 2022/01/19 12:54 PM |
الادب فى العصر الجاهلى | هادى 100 | الادب المنقول | 3 | 2021/11/09 01:42 AM |
سورة يس سورة الواقعة سورة الرحمن سورة الملك للرزق والشفاء العاجل باذن الله | عفاريت الجيزة | المنتديات الإسلامية | 31 | 2021/10/29 08:43 PM |
فوائد ملح الهملايا | zoro1 | الصحة والطب | 2 | 2021/08/16 07:14 PM |
____________________________________
عمالقة السات
الكنز المصرى العربى الذي تم إكتشافة عام 2021 من فريق عمالقة السات وبمشيئة الله سوف يتربع على عرش المنتديات