الأحاديث الصحيحة و الأحاديث الضعيفة

[الشيخ خالدقدرى]

أولا :
الأحاديث الصحيحة:
1- (وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنْ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ) أخرجه البخارى ومسلم
2-عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - ، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( أعْذَرَ الله إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أجَلَهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً ))
أخرجه البخاري .
قَالَ العلماء : معناه لَمْ يَتْرُكْ لَهُ عُذراً إِذْ أمْهَلَهُ هذِهِ المُدَّةَ . يقال : أعْذَرَ الرجُلُ إِذَا بَلَغَ الغايَةَ في العُذْرِ .
3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ لِرَسُولِهِ
{ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ }
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَأَسْرَعْتُ الْإِجَابَةَ وَمَا ابْتَغَيْتُ الْعُذْرَ..أخرجه أحمد والحاكم وصححه الألبانى
4- عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزَاةٍ فَقَالَ إِنَّ أَقْوَامًا بِالْمَدِينَةِ خَلْفَنَا مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلَا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا فِيهِ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ..أخرجه البخارى وأبو داوود.
الأحاديث الضعيفة:
1-(يا عائشة أقِلِّي مِنَ المَعاذِيرِ) أخرجه الديلمي عن عائشة
قال الشيخ الألباني : ضعيف جدا.
2- عَنْ جُودَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ اعْتَذَرَ إِلَى أَخِيهِ بِمَعْذِرَةٍ فَلَمْ يَقْبَلْهَا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ خَطِيئَةِ صَاحِبِ مَكْسٍ
أخرجه ابن ماجه
قال الشيخ الألباني : ضعيف
وثانياً:
أجمل ما قاله الحكماء والأدباء والشعراء في قبول العذر:
1-المؤمن يطلب عذر إخوانه والمنافق يعتب عثراتهم
قال الشاعر:
إن الظّنين من الإخوان يبرمه ... طول العتاب وتغنيه المعاذير
وذو الصفاء إذا مسته معتبةٌ ... كانت له عظةٌ منها وتذكير
وأيضاً:
سامحْ جليسَكَ فيما شاءَ من لغطِهْ ... وانصبْ إِصابتهُ عذراً على غلطِه
واضبطْ كلامَكَ واعلمْ أن مرسِلهُ ... عيبٌ لمحيهِ أو درٌ لملتقِطِهْ
واربأ بعلمِكَ عمن ليس يفهمُهُ ... ولا تذاكرْ به من ليس من نَمَطِهْ
2-أحق المعاذير بالتقبل وأولاها بسعة القلوب ما صدر عن استكانة الأقدار ودل على حسم مواد الأضرار وصفا من كدر الاحتجاجات وتنزه عن تمحل الشبهات
3-اعتذار بمنع خير من وعد ممطول
وقال صالح بن عبد القدوس :
يلومني النّاس فيما لو أخبّرهم ... بالعذر منى فيه لم يلوموني
قال البحتري :
اقبل معاذير من يأتيك معتذراً ... إن برّ عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره ... وقد أجلك من يعضيك مستترا
وله أيضاً :
إذا محاسني اللاتي أدل بها ... عدّت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر ؟
4- المعتذر من الذنب كمن لا ذنب له
قال أبو علي المنطقي:
وما قلت إلا ما علمت ولم أكن ... كحامد ورد لم يذق طعم غبه
وذنب زماني أهله غير أنني ... أراك له عذراً محا شطر ذنبه
قال ابن الخياط الدمشقى:
مَضى زَمَنٌ قَدْ كانَ بالْبُعْدِ مُذْنِباً ... وَحَسْبي بِهذا الْقُرْبِ عُذْرِاً لذَنْبِه
قول ابن المعتز "
قيل لي قد اسا اليك فلان ... ومقام الفتى على الضيم عار
قلت قد جاءنا فأحدث عذراً ... دية الذنب عندنا الاعتذار
5- أَلْمَعَاذِيْرَ يَشُوْبُهَا الْكَذِبُ
وقال محمود بن داود القياسي :
العذر يلحقه التخويف والكذب ... وليس في غير ما برضيك لي أرب
فإن أسأت فبالنعمى التي سلفت ... لمّا منيت بعفو ماله سبب
6-. إيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
خاطرْ بنفسِكَ لا تقعدْ بمعجزةٍ ... فليس حرٌ على عجزٍ بمعذورِ
وقال عاىّ بن الجهم :
إنّ ذلّ السّؤال والإعتذار ... خطّةٌ صعبةٌ على الأحرار
ليس جهلاً بها تورّطها الحرّ ... ملكن سوابق الأقدار
ارض للسّائل الخضوع وللقا ... رف ذنباً مذلّة الإعتذار
بدر التمام بنت الحسين:
أفهم مطارح أحوالي وما حكمت ... به الشواهد واعذرني ولا تلم
ولا تكلني إلى عذر أبينه ... شر المــــــــــــــــــــعا ذير ما يحتاج للكلم
وكل ما قد جئته من زلة فبما ... أصبحت في ثقة من ذلك الكرم
7-العفو عن المجرم من مواجب الكرم ، وقبول المعذرة من محاسن الشيم
8- الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ
9- أعذر من أنذر
وقال آخر :
لا ترج توبة مذنب ... خلط احتجاجاً باعتذار
.
10- المرءُ طوعُ المقادير، والاجْتهاد إبْلاءُ المَعاذير
قال ابن داود:
أنتَ ابتدأتَ بميعادِي فأوفِ بهِ ... ولا تربَّصْ بهِ صرفَ المقاديرِ
ولا تكِلْني إلى عذرٍ تُزخرفهُ ... فالذَّنبُ أحسنُ مِنْ بعضِ المعاذيرِ
11- اطلب المعاذير لإخوانك فإن اللبيب من عذر
وأيضاً:
أطلب لأخيك المعاذر من سبعين باباً، فإن لم تجد له عذراً فاعذره أنت.
وأيضاً:
استنبط لزلة أخيك سبعين عذراً فإن لم يقبله قلبك فقل لقبلك ما أقساك ، يعتذر إليك أخوك سبعين عذراً فلا تقبل عذره ، فأنت المعتب لا هو..
ومن شعر لأبي العلاء الأصفهاني في الصاحب:
فإن قيلَ لي عذراً فوالله ما أرى ... لمن ملك الدُّنيا إذا لمْ يجُدْ عُذرا
ومن شعر أحمد بن أبي طاهر:
وضاق علي حقي بعقب اتساعه ... فأوسعته عذراً لضيق احتماله
12- أَبْل عُذْراً وخَلاك ذَمّ.
قال القاضى أبو المجد:
مَنْ كانَ يشكو مِنْ أَحِبَّتِهِ ... هَجراً فلستُ بمُشْتَكٍ هَجْرا
سمحوا فما سمحَ الزَّمانُ بهم ... ووَفَوا ففَرَّقَ بينَنا غَدْرا
فَلأُوسِعَنَّ مَذَمَّةً زَمني ... ولأُوسِعَنَّ أحِبَّتي عُذرا
وأنشد نفطويه:
خاطر بنفسك لا تقعد بمعجزةٍ ... فليس حرٌ على عجزٍ بمعذور
إن لم تنل في مقامٍ ماتطالبه ... فأبل عذراً بادلاجٍ وتهجير
لن يبلغ المرء بالإحجام همَّته ... حتَّى يباشرها منه بتغيير
13-- إن اعتذر إليك معتذرٌ فتلقه بالبشر
قول عمر بن أبي ربيعة:
بحاجة نفس لم تقل في جوابها ... فتبلغ عذراً والمقالة تعذر
وقال مسلم بن الوليد الأنصاري:
ويُخطئُ عُذري وجهَ ذنبيَ عندَها ... فأجني إليها الذنبَ من حيثُ لا أدري
إذا أَذنبتُ أَعددْتُ عذراً لذنْبها ... وإنْ سخطَتْ كان اعْتِذاري من العُذرِ
14-إنَّ الكريمَ لديهِ العُذْرُ مقبولُ
قال الشريف الرضي:
عُذْراً إليك رسولَ الله مِنْ كَلِمي إنَّ الكريمَ لديهِ العُذْرُ مقبولُ
كعب بن زهير:
فقد أتيت رسول الله معتذرا و العذر عند رسول الله مقبول
15- أَمْرَانِ لا يَسْلَمَانِ مِنْ الْكَذِبِ : كَثْرَةُ الْمَوَاعِيدِ , وَشِدَّةُ الاعْتِذَارِ
16-: أَقَلُّ الاعْتِذَارِ مُوجِبٌ لِلْقَبُولِ ، وَكَثْرَتُهُ رِيبَةٌ.
الشريف الرضي:
وَقَدْ كانَ فيها للسّمَوْألِ عُذْرَة ٌ وَمَنْ رَامَ عُذْراً أمكَنَتهُ المَعَاذِرُ
ولكنه اصغى لما قال لائم فاوفى ولم يحفل بما قال عاذر
وقال أبو بكر هي لسالم ابن وابصة:
إذا ما أتت من صاحبٍ لك زلّةُ ... فكن أنت محتالاً لزلّته عذرا
غنى النّفس ما يكفيه من سدّ خلّةٍ ... وإن زاد شيئاً عاد ذاك الغني فقرا
17- أقل الناس عذراً في ارتكاب القبيح . من عرف قبحه
18-" تَرْكُ الذَّنبِ أَيْسَرُ مِنَ الإعْتِذَارِ "
قال أبو عبيد والعامة يقولون " تَرْكُ الذَّنْب أَيْسَرُ من طَلَبِ التَّوْبةِ "
أبو بكر بن الورد:
ليبلغ عذراً أو يصيب رغيبةً ... ومبلغ نفسٍ عذرها مثل منجح
19-تجري الأمورُ على المقاديرِ والناس لا يَقْبلُونَ المعَاذِيرَ
.
20- تجنب الاعتذار فان الاعتذار يخالطه الكذب
كما قال الشاعر:
جد لي بغفرانك من قبل أن ... أخضع بالعذر و أن ارغبا
فالعذر لا يسلم من زخرف ال ... كذب، و ما أنشط أن أكذبا
21-دعوا المعاذر فإن أكثرها مفاجر
22-دع عنك ما يسبق إلى القلوب إنكاره، وإن كان عندك اعتذاره؛
فليس من حكى عنك نكرا، توسعه فيك عذرا
.
23- رُبَّ سَامِعٍ بِخَبَرِي لم يَسْمَعْ عُذْرِي
يقول : لا أستطيع أن أعلنه لأن في الإعلان أمراً أكرهه ولست أقدر أن أوسع الناس عُذراً والباء في " بخبري " زائدة
24- رب سامع عذرتي لم يسمع قفوتي.
قال الشاعر صفي الدين الحلي:
كم طالبٍ عَفواً، وليسَ بمُذنبٍ، ومُقَدّمٍ عُذراً، وليسَ بهافِ
سعيد بن حميد:
جعلت لأهل الود ألا أريبهم ... بغدر، وإن مالوا إلى جانب الغدر
وإن أجزي الود الجميل بمثله ... وأقبل عذراً جاء من جهة العذر
25-عذرك ما زال ينقبض فأبسطه ، ويقلق فأمهده ويتأخر فأقدمه ، ويعثر فأنعشه
26-عذر لكنه لسان الزور ، وحاكته يد الغرور
27-عذر لم يتول الحق نسجه ، ولم يوضح الصدق نهجه
28- قَدْ أَغْنَاكَ اللهُ بِالْعُذْرِ مِنَّا عَنِ الِاعْتِذَارِ ، وَأَغْنَانَا بِالْمَوَدَّةِ لَكَ عَنْ سُوءِ الظَّنِّ بِكَ .
القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز :
كفتنا وإياك المعاذير نية ... إذا خلصت لم تذكر الوصل والهجرا
و من شعر ابن جابر:
وأظهر عذرا في تأنيه صادقا ... وبايع طوعا لا لفقدان مسند .
قد جعلوا المعاذير ستوراً والعلل حجباً
.
29- لَمْ أجِدْ لِشَفْرَتِي مَحَزًّا
المَحَزُّ : موضع الحز وهو القطع
يضرب عُذْراً في تَعَذُّر الحاجة . أي لم أجد مَجَالاً في تحصيل ما أردت
30-لَعَلَّ لَهُ عُذْرَاً وأنتَ تَلُومُ
يضرب لمن يلوم مَنْ له عذر ولا يعلمه اللائم
قال صالح بن أبى النجم :
ولربّما جاء الفتى بد نيّةٍ ... ووراءها عذرٌ له لم يفهم
قال الشاعر دعبل الخزاعي:
- تأنَّ ولا تَعَجْلْ بلومِكَ صاحباً ... لعل له عذراً وأنت تلومُ
وأيضاً:سالم بن وابصة الأسدي :
- لعل له عُذْراً وأنتَ تلومُ ... وربَّ امرئٍ قد لامَ وهو مَليم
31- لُبُّ المرأةِ إلَى حُمْقٍ
يضرب عُذْراً للمرأة عند الغيرة .
32-لقيناهم نهاراً فلم نجعل لهم عذراً يحتجُّون به
33- لا يعدم المذنب عذراً
34- لا عذر في رد الاعتذار
وقال محمود الوراق :
إذا كان وجه العذر ليس بواضحٍ ... فإنّ اطّراح العذر خيرٌ من العذر
35- لا تعتذرن إلا إلى من يُحب أن يجد لكَ عذراً،وإذا اعتذر إليكَ معتذرٌ، فتلقهُ بوجهٍ مشرقٍ وبشرٍ ولسانٍ طلقٍ إلا أن يكونَ ممن قطيعتهُ غنيمةٌ.
36- لا يقوم عزّ الغضب بذلّ الاعتذار
.
37-لا تلم أخاك على ما يكون العذر في مثله
قال شرف الدين الأنصاري :
- إِذا شئتَ أن تدعى كريماً مكرماً ... أديباً ظريفاً عاقلاً ماجداً حرا
- إِذا ما أنتْ من صاحبٍ لك زلةٌ ... فكنْ أنتَ محتالاً لزلته عذرا
38-من ركب مطيّة الاعتذار ، واجتنب خطيّة الإصرار ، فقد خرج من تَبِعة التقصير ، وبرئ من عهدة المعاذير..
39- من اعتذر إليه أخوه المسلم فليقبل عذره ، مالم يعلم كذبه
40-مِنْ ذِيْ مَعْذِرَةٍ : ويروى من ذي عذرة وهو الذي اذا سئل أخذ في تلفيق المعاذير..
41- من وفّق لحسن الاعتذار خرج من الذنب.
وقال آخر:
إذا اعتذر الجاني محا العذر ذنبه ... وكلّ امرئ لا يقبل العذر مذنب
والله أعلم

[أبو يوسف الأهلاوي]

باركـــ الله فيكــ
تسلم إيدك
مهندسنا ألغالي
منتديات عمالقة السات