![]() |
#1
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم القوة برحمة وحكمة تساوي قيادة راشدة إنها صياغة منهج عظيم مبني على كتاب الله وسنة نبيه وتربية الحبيب صلى الله عليه وسلم .
لقد كان الفاروق رضي الله عنه كذلك ؛بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم . هذه القوة لو كانت خالية من الرحمة والحكمة والمنهج الراشد لما كانت قيادته موفقة ...بالإضافة إلى العلم بكتاب الله وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وكونه مهيأ لأن يصلح أن يكون محدثا لولا أنه لانبي بعد النبي صلى الله عليه وسلم . هذه الصفات مهمة لمن يقود الناس ؛ قوة وحزم ، ورحمة وحكمة وتحرٍ للحق من دوحتي الوحي ، والعلم بهما وما تفرع عنهما ... وبدون هذا تكون القيادة والإدارة غير موفقة ولا مسددة ... يقول الإمام البخاري رحمه الله تعالى : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن بن شهاب أخبرني عبد الحميد أن محمد بن سعد أخبره أن أباه قال حدثني عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن أبي شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك .[1] النسوة يحتمل أنهن زوجاته وحدهن، ويحتمل أن يكون معهن من غيرهن ، لكن قرينة قوله يستكثرنه يؤيد الأول. والمراد أنهن يطلبن منه أكثر مما يعطيهن . ووقع التصريح بهذا في حديث جابر عند مسلم انهن يطلبن النفقة . ورفع أصواتهن على صوته قال بن التين يحتمل أن يكون ذلك قبل نزول النهي عن رفع الصوت على صوته ، أو كان ذلك طبعهن انتهى وقال غيره يحتمل أن يكون الرفع حصل من مجموعهن لا أن كل واحدة منهن كان صوتها أرفع من صوته وفيه نظر .قيل ويحتمل أن يكون فيهن جهيرة أو النهي خاص بالرجال وقيل في حقهن للتنزيه أو كن في حال المخاصمة فلم يتعمدن أو وثقن بعفوه ويحتمل في الخلوة ما لا يحتمل في غيرها. قوله أضحك الله سنك لم يرد به الدعاء بكثرة الضحك بل لازمه وهو السرور أو نفي ضد لازمه وهو الحزن قوله أتهبنني من الهيبة أي توقرنني . .. قوله أيها يا بن الخطاب قال أهل اللغة أيها بالفتح والتنوين معناها لاتبتدئنا بحديث وبغير تنوين كف من حديث عهدناه وايه بالكسر والتنوين معناها حدثنا ما شئت وبغير التنوين زدنا مما حدثتنا ووقع في روايتنا بالنصب والتنوين وحكى بن التين انه وقع له بغير تنوين وقال معناه كف عن لومهن وقال الطيبي الأمر بتوقير رسول الله eمطلوب لذاته تحمد الزيادة منه فكان قوله eايه استزادة منه في طلب توقيره وتعظيم جانبه ولذلك عقبه بقوله والذي نفسي بيده الخ فإنه يشعر بأنه رضي مقالته وحمد فعاله والله اعلم . قوله فجا أي طريقا واسعا وقوله قط تاكيد للنفي قوله إلا سلك فجا غير فجك ؛ فيه فضيلة عظيمة لعمر تقتضي ان الشيطان لا سبيل له عليه لا إن ذلك يقتضي وجود العصمة إذ ليس فيه إلا فرار الشيطان منه أن يشاركه في طريق يسلكها ولا يمنع ذلك من وسوسته له بحسب ما تصل إليه قدرته فان قيل عدم تسليطه عليه بالوسوسة يؤخذ بطريق مفهوم الموافقة لأنه إذا منع من السلوك في طريق فأولى أن لا يلابسه بحيث يتمكن من وسوسته له فيمكن أن يكون حفظ من الشيطان ولا يلزم من ذلك ثبوت العصمة له لأنها في حق النبي واجبة وفي حق غيره ممكنة ووقع في حديث حفصة عند الطبراني في الأوسط بلفظ أن الشيطان لا يلقى عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه وهذا دال على صلابته في الدين واستمرار حاله على الجد الصرف . والحق المحض وقال النووي هذا الحديث محمول على ظاهره وأن الشيطان يهرب إذا رآه . وقال عياض يحتمل ان يكون ذاك على سبيل ضرب المثل وأن عمر فارق سبيل الشيطان وسلك طريق السداد فخالف كل ما يحبه الشيطان والأول أولى انتهى [2] "وتعد قيادة وإدارة الفاروق عمر رضي الله عنه للمنجزات الكبيرة التي حققها بروعة وعظمة المواقف -رغم إقبال الدنيا بفتنتها من مال وجاه، وزيادة رقعة الأرض، وكثرة الوافدين إلى دين الله تبارك وتعالى- نموذجا للدراسة والتنقيب والبحث. وربما اتسم معظم ما كُتب عن الفاروق بأنه كان تاريخيا مهتما بالسرد دون التحليل، وحين النظر إلى هذا التاريخ بمنظار الإدارة ومبادئها وعلومها وفنونها، نجد الفاروق يستند في إدارته إلى مجموعة من الأسس.. فلنتأملها. 1 - الوضوح والدقة: الإدارة ليست سلطة يتولاها شخص يصبح بموجبها الآمر الناهي، وليست وسيلة بناء مجد شخصي وتحقيق غرض ذاتي، إنما هي مسئولية ينوء بحملها من لهم قوة وعزم... هكذا يفهمها عمر رضي الله عنه، حيث يقول في أول خطبة "أيها الناس، إني قد وليت عليكم، ولولا رجاء أن أكون خيركم لكم وأقواكم عليكم ما توليت ذلك منكم، ولكفى عمرَ انتظار موافقة الحساب...". ويضيف: "ولن يغيّر الذي وليت من خلافتكم من خُلقي شيئا إن شاء الله، إنما العظمة له وليس للعباد منها شيء، فلا يقولن أحد منكم: إن عمر تغير منذ ولي، أعقل الحق من نفسي وأتقدم". ويقول: "أنا مسئول عن أمانتي، لا أكِلُه إلى أحد إلا الأمناء وأهل النصح منكم، ولست أجعل أمانتي إلى أحد سواهم إن شاء الله". ومن التحليل الأولي لكلمات عمر يتضح: 1 - الكفاءة والقدرة من العناصر الملازمة لمن يتحمل المسئولية. 2 - تحقيق الأهداف منسجمة مع الجهد واتجاهات العمل لدى المسئولين. 3 - التعاون والمشورة من عوامل تحقيق الأهداف. 4 - العمل تكليف وليس تشريفا وبذلك لا يؤدي لتغير أخلاق المسئول. 5 - توزيع الصلاحيات لا يعفي من تحمل المسئوليات. .. هذه المبادئ الإدارية لم يطلقها عمر شعارا بل واقعا حيا التزم بها في كافة جوانب سنوات خلافته الراشدة. 2 - تحديد الأهداف والتزامه بتحقيقها: والأهداف مؤشرات تضيء الطريق أمام تحمل المسئولية، وتساعد على تحقيقها بأقل وقت وجهد وتكاليف.. وتلك حقيقة يدركها عمر منذ اليوم الأول؛ لذا حدد أهداف إدارته، فيقول في أول خطبة له: "ولكم عليَّ أيها الناس خصال أذكرها لكم فخذوني بها، لكم عليَّ ألا أجتبي شيئا من خراجكم ولا مما أفاء الله عليكم إلا من وجهه، ولكم عليَّ إذا وقع في يدي ألا يخرج مني إلا في حقه، ولكم عليَّ أن أزيد عطاياكم وأرزاقكم إن شاء الله وأسد ثغوركم، ولكم عليَّ ألا ألقيكم في المهالك ولا أجمركم في ثغوركم، وإذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم؛ فاتقوا الله عباد الله وأعينوني على أنفسكم بكفها عني، وأعينوني على نفسي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحضاري النصيحة فيما ولاني الله من أمركم". .. يقرر الفاروق عمر رضي الله عنه أهداف الدولة التي يلتزم بها ويحددها بشكل دقيق: عدم إرهاق كاهل الأمة ماليا، وحسن تصريف الأموال، والعمل على تحسين مستوى المعيشة، وحماية الدولة من الاعتداء الخارجي، وتحقيق الاطمئنان النفسي، والرعاية الاجتماعية. وقد كان عمر خير من التزم بتحقيق هذه الأهداف على الوجه الأكمل. 3 - شروط نجاح العمل: روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "القوة في العمل ألا تؤخر عمل اليوم لغد، والأمانة ألا تخالف سريرة علانية، واتقوا الله عز وجل...". هذه القواعد الثلاثة الهامة التي أقرها عمر رضي الله عنه التزمها في كافة أعبائه الإدارية، فما أجل عملا إلى غير وقته، وحزم كل أمره حتى اعتقد البعض مركزية القيادة في منهج عمر. والأمانة كانت العنصر الأساسي في مراحل إدارته للدولة، فكانت خشية الله نصب عينيه، فالتزم التقوى في رعيته. يتبع
مشاهدة جميع مواضيع م فتحى العداوى |
#2
|
||
|
||
باركـــ الله فيك
تسلم إيدك مهندسنا الغالي ![]() ![]() ![]()
|
#3
|
||||
|
||||
تسلم ايدك يا حبيبنا الغالي
|
#4
|
||||
|
||||
تسلم ايدك يا حبيبنا الغالي
|
#5
|
||
|
||
جزاك الله خيرا
|
#6
|
||
|
||
جزاك الله خيرا
|
#7
|
||
|
||
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم فى العالمين انك حميد مجيد
|
#8
|
||
|
||
شكرا بارك الله فيك
|
#9
|
||
|
||
"القوة في العمل ألا تؤخر عمل اليوم لغد، والأمانة ألا تخالف سريرة علانية، واتقوا الله عز وجل..."
|
#10
|
||
|
||
|